للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° وتَزعَّم القَسُّ "شوسيه" -الوكيلُ العامُّ لأسقفِ- الجزائر -قيادةَ طابورهم، يُرتّلون أنشودةَ الغُفران .. وأَعدَّ هذا القَسُّ لنفسِه منبرًا للوعظ، وأُتي له بمنبر أثريٍّ من مسجدٍ يُقال. له: "المقدَّس"، ووقف سكرتيرُ الحاكم "يوجو" يقول: "إنَّ آخِرَ أيام الإسلام قد دَنَتْ، وفي خلالِ عشرين عامًا، لن يكونَ للجزائر إلهٌ غير المسيح، ونحن إذا أمكننا أن نشكَّ في أن هذه الأرضَ تملِكُها فرنسا، فلا يمكنُنا أن نشكَّ -على أيِّ حالٍ - أنها قد ضاعت من الإسلام للأبد .. أما العرب، فلن يكونوا مِلْكًا لفرنسا إلاَّ إذا أصبحوا مسيحيين جميعًا" (١).

° وانظر إلى نموذج من خِسة الصليبيين الفرنسيين وبشاعةِ مذابحهم للمسلمين التي وصفتها التقاريرُ الرسميةُ التي أُرسلت إلى العاصمة "باريس": "جريمةٌ شنعاءُ، وهي إبادةُ قبيلةٍ بأكملها، تحت دعوى اتهام أحدِ أفرادها بارتكابِ جريمةِ سرقة، ثم تحقَّق بعد أن تمَّت عمليةُ الإبادة أن المتهمَ بريءٌ!!.

وبِناءً على تعليمات الجنرال "روفجيو" خرجت قوةٌ من الجنود من مدينةِ الجزائر في ليل ٦ أبريل ١٨٣٢، وانقضَّتَ قُبيلَ الفجر على أفرادِ القبيلة، وهم نيام تحت خيامِهم، فذَبَحتهم جميعًا بغيرِ ما تمييز في الأعمار والأجناس، وعاد الفرسانُ الفرنسيُّون من هذه الحملة، وهم يَحملون رؤوسَ القتلى على أَسِنَّة رِماحهم" (٢).


(١) "الجزائر الثائرة" لكوليت جانسون، وفرانسين- ترجمة محمد علوي الشريف (ص ٤١) دار الهلال، وراجع أيضَا "ثورة الجزائر" لجوان جليسبي ترجمة عبد الرحمن صدقي (ص ٧٨) - إصدار الدار المصرية للتأليف والترجمة.
(٢) "الجزائر الثائرة" (ص ٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>