للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سكَّانها، وأحرق ٨٠% من مبانيها، وفي ١٨ رمضان ١٤١٢ هـ (٢٢ آذار ١٩٩٢ م) بدأ قصف مدينةِ سراييفو.

وامتدَّ الاعتداءُ واتَّسع على المسلمين، وازداد وَحْشيَّةً وضراوةً وجنونًا، وما أتى يوم ٢١ رمضان (٢٥ مارس) حتى عمَّ القتال جميعَ مدنِ البوسنة والهرسك، وتشرَّد أكثر من سبعين ألفَ مسلمٍ بعد أن هدِّمتِ منازلهم ونَجَوا بأرواحهم.

وأرسل رئيس جمهورية البوسنة مئةَ رسالة إلى زعماءِ العالَم الإسلاميِّ والدولِ الأخرى، فلم يتلق إلاَّ ثلاثَ رسائل (١).

ووَجَد الصربُ الدعمَ العلنيَّ الكاملَ من الجيشِ اليوغوسلافيِّ الاتحاديِّ الذي كان أقربَ ما يكون لجيشٍ صِرْبي .. وبدأت المذابح الوحشية للأطفالِ والوجالِ العُزل المدنيين، وشَهدت عدة مُدنٍ عدةَ مذابحً رهيبةٍ في شهر شوَّال، كان من أشدِّها ما تَمَ في مدينة "بيلينيا".

وفي ٢٥ شوال ٩٤٩٢ هـ (٧ إبريل ٩٩٩٢ م) أعلنت النمسا والولاياتُ المتحدة الأمريكية لمجموعة الأوربية اعترافَها يجمهورية "البوسنة والهرسك"، وازداد عدد الدولِ المعترِفة، حتى بلغ في منتصفِ إبريل ٢٧ دولة .. ولم يُبالِ الصرب بكل هذا، لم يبالوا بفَزَع الطفل الذي يذبحونه والشيخ الذي يقطعونه، ومضوْا في جريمتهم تزداد كلَ يوم وحشية.

واشترك في الجريمة جميع أنواع الأسلحة التي تملِكها الصِّربة أو


(١) "كتاب البوسنة والهرسك" (ص ٣١) لوكالة الأنباء الإسلامية- إيتا.

<<  <  ج: ص:  >  >>