العقوباتِ الجماعية، فهو رجلٌ لا يَرحم ولا يَرعى شرفَ الكلمة.
أسقط المجرمون القنابلَ الإنشطاريةَ -زنِةَ خَمْسِمئةِ كيلو جرام من المتفجرات-، وأَسقطت الطائراتُ الروسية قنابلَ النابالمَ المحرَّمة دوليًّا، وقنابلَ الغازِ السامِّ، والأسلحةَ غيرَ التقليديةِ ذاتَ الدمار الشامل.
وقَدَّرت المصادرُ الشيشانيةُ حَجمَ خسائرِ الشيشان في الحصارِ بين حَرْبَيْ ٩٤ - ٩٩ بنحو ٢٥٠ مليار دولار.
لم يَرحم العدو الروسي الهمجي أيَّ شيءٍ، وسَوَّى بالأرضِ المساكنَ والمستشفياتِ والمؤسساتِ والمصانع، وأصبح الشعبُ في العَراء.
أجهَزَتِ الحربُ حتى ٩/ ٩/ ١٩٩٦ م على كل شيءٍ تقريبًا:
هنا ١١٠ آلاف راحوا شهداءَ، وبَقِيَ ١٥ ألفًا من الجرحى بينهم ١٤ ألفًا من الأطفال، وتفشَّت أمراضُ الحرب، وأبرزُها مرضن الصدر الذي افترس ٥١٠٠ شخص، ٧٠% منهم رجال، وهذا هو المسجَّل فقط .. ولم يَبقَ في المدينة حَجَرٌ على حجر، واختفت كل مظاهِرِ الحياة.
والغريبُ أن الغربَ الصَليبي الذي كان يُدينُ وُيندد بالموقف الروسي قَدم لروسيا مساعداتٍ في الحرب (ما بين سنة ٩٤ - ٩٦) بلغت (١١.٥) مليار دولار .. فماذا يكون الحالُ إذن في هذه الحربِ التي انقلب فيها موقفُ الغربِ الصليبي مئةً وثمانين درجةً لصالح الموقفِ الروسي على الصعيد السياسي والإعلامي؟!.
وهل يُصدق عاقل في هذه الدنيا ما يقولُه الدبُّ الروسيُ -بل قل الشيطان- عن المسلم الشيشاني بأنه هجمي، ومصاصُ دماءِ، وقاطعُ طريق،