صِدقُ الإلهام، وهو القائل:"من رأى منكم منكرًا فليُغيِّرْه بيده، فإن لم يَستطعْ فبلسانه، فإن لم يَستطعْ فبقلبه -وذلك أضعف الإيمان-"، أجل -يا رسولَ الخير والصِّدقِ والحقِّ، فالناسُ بخير وحكومتُهم ما بَقِيَ للحقِّ في قلوبهم مكان، وللغَيرةِ على العَدلِ في قلوبهم الكلمةُ والسلطان".
° وقال صفحة (٥٦): "إن رسولَ الإسلام هو أولُ رسولٍ بُعث إلى الناس، وانبَرى لدعوتهم إلى دينه، مِن غير مَدَدٍ من المعجزاتِ الخاطفةِ للأبصار الخالِبةِ للألباب، فقد أُريد للناس أن يَشعُروا أن رسولَهم مِثلُهم حقًّا وصِدقاً -كما جاء في سورة "الكهف"-، لا يَملِكُ من الخوارقِ أكثرَ مما يَملِكون، وليس له مِن سلطانٍ عليهم، وإنما الأمر إليهم".
° وقال صفحة (٩٧): "وليس التنظيمُ الإسلاميُ لأُمورِ الدنيا بنظام مُقفَلٍ جامد، بل هو التنظيمُ الجوهري الذي لُبابُه قولُ صاحب الرسالة الكريم:"لا ضررَ ولا ضرار"، و"أنتم أعلمُ بأمورِ دُنياكم"، فما لم يَرِدْ فيه نصٌّ بتحريم لسببٍ من أسبابِ العقيدة الروحيةِ، فلا بأسَ على الناس فيه، ما لم يكن فيه ضرر لصاحبه، أو إضرار بسواه.
خُلق كريم، وإيثارٌ، ونجدةٌ ابتغاءَ وجهِ الله واتقاءً لغضبه في معاملةِ الناس، وإصلاح لحال الدنيا من غيرِ إضرارٍ بالناس، وحِرصٌ على مصالح الجماعة، وتعاوُنٌ على البر والتقوى، وترفُعٌ عن التَّرَفِ والإسرافِ في البَذَخ، حتى لا تَستسلِمَ الروح لشهوات الجسد، فذلك هو النموذجُ الكاملُ للإنسان".