للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقضى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالسَّلَب للسابق إلى إثخانِه منهما، وهو معاذُ بن عمرو، وإن كانا اشتركا جميعًا في قتله.

° وعن معاذِ بن عمرو - رضي الله عنه - قال: "جعلتُ أبا جهل يومَ بدرٍ من شأني، فلما أمكنني حَمَلتُ عليه، فضربته، فقطعتُ قَدَمه بنِصفِ ساقه، وضربني ابنُه عكرمةُ بن أبي جهل على عاتِقي، فَطَرح يدي، وبقيَتْ مُعلَّقَةً بجِلدةٍ بجنبي، وأجهَضَني عنها القتالُ، فقاتلت عامةَ يومي وإني لأسحبَها خَلفي، فلما آذَتْني، وضعتُ قدمي عليها، ثم تمطَّأْتُ عليها حتى طرحتُها" (١).

° قال الذهبي في "السير" (١/ ٢٥١): "هذه واللهِ الشجاعة، لا كآخَرَ مِن خدْشٍ بسهم ينقطعُ قلبه، وتخورُ قواه".

° قال: "ومرَّ بأبي جهل مُعوِّذُ بنُ عفراء، فضربه حتى أثبته، وتركه وبه رَمَق. ثم قاتل معوِّذ حتى قُتِل وقُتل أخوه عوف من قبله، وهما ابنا الحارث بن رفاعة الزُّرَقي.

ثم مرَّ ابنُ مسعود - رضي الله عنه - بأبي جهل، فوبَّخه، وبه رَمَقٌ، ثم احتزَّ رأسه" (٢).

• وعن أنس -رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر: "مَن ينظرُ ما صنع أبو جهل؟ "، فانطلق ابن مسعود - رضي الله عنه -، فوَجده قد ضَرَبه ابنا عفراء،


= الأسلاب.
(١) "سيرة ابن هشام" (١/ ٦٣٤، ٦٣٥)، ورجاله ثقات.
(٢) "السير" (١/ ٢٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>