للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

درجاتِ التحرِّى.

° قال في مقدمته: "إنَّ الله اصطفة محمدًا لإِرشادِ أمَّته، وعَهِد إليه هَدْمَ ديانتِهم الكاذبةِ وإنارةِ أبصارِهم بنورِ الحق، فأخذ مِن ذلك العهدِ يُنادي باسمِ الواحدِ الأحد، بحسبِ ما أُوحي إليه، وبمقتضى عقيدتِه الراسخة".

° إلى أن قال: "وقُذف في نفسِ محمدٍ مجموعُ كتابٍ ملآنٍ بالأسرار الإلهية، وأُوحي إليه مجموعةُ حقائقَ تجتازُ مسافةَ عقلِه الطبيعي، لذلك اللهُ عَلَّم الإنسانَ بالقلم، علَّمه ما لم يَعلم .. هذا هو سِرُّ الوحيِ، وهو سِرُّ الكلمةِ المكتوبة، وكانت الكلمةُ المكتوبة وحيًا إِلهيًّا".

° وقال (ص ٥ ٦) منه: "وفي نواحي سنة ٦١٠ للمسيح، بَلَغ محمدٌ أَشُدَّة، فكان لا يَقدِرُ أَنْ يتصوَّرَ حالَ قومِه بدون أن يتألَّم، وكان يَرى أن أمرًا ضروريًّا يَنقُصُه ويَنقُصُ قومه، وكان العربُ كلُّ قبيلةٍ منهم عاكفةٌ على صَنَمِها، وكانوا يقولون بالجنِّ والأشباحِ والغيلان، ولكنهم كانوا في غَفلةٍ عنها، وكانت هذه الغفلةُ هي الموتَ الرُّوحيَّ، وكان قلبُ محمدٍ قد خلا من كلِّ فِكرِ غيرِ الفكرِ بالله، وكان قد تجرَّد من كلِّ قوةٍ غير هذه القوة، وكان ليس في نظرِه غيرُ واجبِ الوجود الأحدِ الصمد".

° إلى أن قال: "وأَحَبَّ محمدٌ في تلك الفترة العُزلةَ، فكان يَشعرُ في خَلْوتِه في جبل "حِراء" بسرورٍ عميق، يَتزايدُ يومًا فيومًا، فكان يَقضي هناك الأسابيعَ، وليس معه إلاَّ قليلٌ من الغذاء؛ لأن نفسه كانت تلتذُّ بالصوم والتهجد (١) .. " إلى آخر ما كتب.


(١) ما عرف النبي - صلى الله عليه وسلم - التهجّد إلا بعد نزول الوحي إليه وعرف كيفية الصلاة والتهجد.

<<  <  ج: ص:  >  >>