كما كان والدي كذلك، وهذا المنصبُ في الكنيسة الكاثوليكية يوازي وظيفةَ "المفتي" في الإسلام، ويجبُ أن يعرفَ القَسُّ أنه ليس إلهًا لكي يغفرَ للناس ذنوبَهم وآثامَهم، فالعجيبُ أنه إذا أخطأ عبدٌ ذهب إلى القَسِّ يومَ الأحد قبلَ الصلاة، ويقول له:"لقد أخطأتُ في كذا وكذا"، فيقدل القسُّ:"اذهبْ قد غُفر لك"، كيف يتجرأُ هذا القس على حَمْل سُلطةِ الله؟! ومَن الذي أعطاه هذه الصلاحيةَ وهو بشر؟!.
وأنا أتحدَّى أيًّا من كبارِ القساوسةِ الشرقيين أو الغربيين أن يُحاجِجَني، بل أنا على استعدادٍ لمناظرةِ أيِّ درجةٍ عاليةٍ في الكنيسة لإثباتِ صحَّةِ الإسلام وأحقيَّتِه بالاتباع، فأنا لم أُسلِمْ عاطفيًّا أو عَبَثًا، وإنما أسلمتُ بعد دراسةِ معمَّقةٍ للأديان، ووصلتُ في نهاية الدراسةِ إلى أن الإسلامَ هو الدينُ السماويُّ الذي خَتم اللهُ به الرسالاتِ السماويةَ، وأن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - هو خاتَمُ الأنبياء والمرسلين، وأن عيسى عليه السلام إنسانٌ من البشر، وهو نبيٌّ ورسولٌ وليس أكثر من ذلك.
* قال تعالى في القرآن الكريم:{مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ}[المائدة: ٧٥]، وأنا لستُ أولَ مَن يُسلِمُ من القساوسة، فقد سبقني إلى الإِسلام عدد كبير من القساوسة والمبشِّرين، وعلى رأسهم الأمينُ العام لمجلس مؤتمر المطارنة في الكنيسة الكاثوليكية، ورئيسُ القساوسة في الولايةِ الشرقية" اهـ.