للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَدُوِّي؟ " (١)، وهذا ظاهرٌ.

وحينئذٍ فيكونُ كافرًا حلالَ الدم؛ لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ} [المجادلة:. ٢]. ولو كان مؤمنًا معصومًا لم يكنْ أذلَّ؛ لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: ٨]، وقوله: {كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} [المجادلة: ٥].

المؤمنُ لا يُكبت كما كُبت مُكذِّبو الرسلِ قط، ولأنه قد قال تعالى: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ} [المجادلة: ٢٢].


(١) من حديث ابن عباس - رضي الله عنه -: أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (٥/ ٢٣٧ - ٩٤٧٧، ٥/ ٣٠٧ - ٩٧٠٤) ولفظه: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم -سبه رجل من المشركين، فقال:" من يكفبني عدوِّي؟ " فقال الزبير: أنا، فبارزه الزبير فقتله، فأعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - سَلَبه".
وينظر: "حلية الأولياء" (٨/ ٤٥)، وقال عَقِبه: "غريب من حديث إبراهيم لم نكتبه إلا من هذا الوجه". وروى ابن حزم في "المحلى" (١١/ ٤١٣) مسألة رقم (٢٣٠٨) حديثًا مسندًا بلفظ: "منَ يكفيني عدوًّا لي؟ ". وهو بتمامه كما يأتي: "حدثنا حمامٌ، نا عباس بن أصبغَ، نا محمدُ بن عبد الملك بنِ أيمن، نا أبو محمد حَبيبٌ البخاري -هو صاحبُ أبي ثور ثقة مشهور-، نا محمدُ بنُ سَهل: سمعتُ علي بنَ المَديني يقول: "دخلتُ على أميرِ المؤمنين، فقال لي: أتعرفُ حديثًا مسندًا فيمن سَبَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - فيُقتل؟ قلت: نعم.
فذكرتُ له حديثَ: عبدِ الرزاقَ، عن مَعْمَر، عن سِماكِ بنِ الفضل، عن عُروةَ بنِ محمدٍ، عن رجل من بلقين قال: "كان رجلٌ يشتمُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من يكفيني عدوًّا لي؟ " فقال خالدُ بن الوليد: أنا، فبَعَثه النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه فقتله"، فقال أميرُ المؤمنين: ليس هذا مُسنَدًا؛ هو عن رجل، فقلت: يا أميرَ المؤمنين، بهذا يُعرفُ الرجل، وهو اسمُه، قد أتى النبي- صلى الله عليه وسلم - فبايعه، وهو مشهورٌ معروف. قال: فأمَرَ لي بألفِ دينار". قال أبو محمد -رحمه الله-: "هذا حديث مسندٌ صحيح، وقد رواه علي بنُ المَديني عن عبد الرزاق، وهذا رجلٌ من الصحابة معروفٌ اسمه الذي سمَّاه به أهلُه، رجلٌ من بلقين"أ. هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>