للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° قال بعضُ أهل التفسير: "كان رجالٌ من المنافقين يؤذون رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ويقولون ما لا ينبغي، فقال بعضُهم: لا تفعلوا؛ فإنا نخافُ أن يَبلُغَه ما تقولون فيقعَ بنا، فقال الجُلاَّس (١): بل نقول ما شئنا، ثم نأتيه فيُصدِّقُنا، فإنما محمدٌ أذُنٌ سامعة .. فأنزل الله هذه الآية" (٢).

° وقال ابنُ إسحاق: "كان نَبْتَلُ بنُ الحارث (٣) الذي قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فيه: "مَنْ أَرَادَ أنْ ينظُرَ إلى الشَّيْطَانِ، فَليَنْظُرْ إلى نَبْتَلِ بنِ الحَارِثِ" يَنِمُّ (٤) حديثَ النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المنافقين، فقيل له: لا تَفْعَلْ، فقال: إنما محمدٌ أُذُن، مَنْ حَدَّثه شيئًا صدَّقه، نقول ما شِئنا، ثم نأتيه فنَحلِفُ له، فيُصدِّقُنا عليه .. فأنزل الله هذه الآية" (٥).


(١) هو الجلاس بن سويد بن الصامت الأنصاري الأوسي، ثم من بني عمرو بن عوف، كان من المنافقين ومن المتخلفين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تبوك، ثم تاب وحسنت توبته. انظر "أسد الغابة" (١/ ٣٤٦)؛ "الإصابة" (١/ ٢٥٢).
(٢) انظر "أسباب النزول" للواحدي (ص ٢٠٤)، "زاد المسير" لابن الجوزي (٣/ ٤٦٠)، "الدر المنثور" (٤/ ١٠/ ٢٢٧)، "لباب النقول" للسيوطي (ص ١١٩).
(٣) هو نَبْتَل بن الحارث، أخو بني عمرو بن عوف، كان رجلاً جسيمًا ثائر شعر الرأس واللحية، آدم -أسمر- أحمر العينين، أسفع الخدين مشوّه الخلقة. ذكره "الطبري" (١٠/ ١٦٨)، و"القرطبي" (٨/ ١٩٢) في تفسيرهما.
(٤) نَمَّ الحديث، يَنِمُّه نمًّا فهو نمام، والاسم: النميمة، وهي نقل الحديث من قوم إلى قوم على جهة الإفساد والشر. انظر "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (٥/ ١٢٠) (نمم).
(٥) انظر "تفسير الطبري" (١٠/ ١٦٨)؛ و"أسباب النزول" للواحدي (ص ٢٠٤)؛ و"زاد المسير" لابن الجوزي (٣/ ٤٦٠)، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" (٤/ ١٠/ ٢٢٧)، وزاد نسبته لابن المنذر وابن أبي حاتم.

<<  <  ج: ص:  >  >>