للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم -، فجَمَع الناسَ فقال: "أنْشُدُ اللهَ رَجُلاً فَعَلَ ما فَعَلَ لِي عَلَيْهِ حَقٌّ إلاَّ قَامَ"، فقام الأعمَى يتخطَّى الناسَ وهو يَتدلدلُ (١) حتى قَعَدَ بين يَدَي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، أنا صَاحِبُها، كانت تشتمُك وتَقَعُ فيك، فأنهاها فلا تنتهي، وأزجُرُها فلا تَنزَجر، ولي منها ابْنَانِ مِثْلُ اللؤلؤتين، وكانت بي رفيقةً، فلما كان البارحةُ جَعلت تشتُمُك وتقعُ فيك، فأخذتُ المِغْول، فوضعتُه في بطنها واتَّكَأتُ عليه حتى قَتلتُها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ألَا اشْهَدُوا أنَّ دَمَها هَدَرٌ" (٢).

فهذه القصةُ يمكنُ أن تكون هي الأُولى، وعليه يدلُّ كلامُ الإِمام أحمد؛ لأنه قيل له في رواية عبد الله: "في قتل الذمي إذا سَبَّ أحاديث؟ قال: نعم، منها حديثُ الأعْمى الذي قَتل المرأة، قال: سَمِعْتُهَا تَشْتمُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ".

ثم روى عنه عبدُ الله كلا الحديثين، ويكون قد خَنَقَها وبَعَجَ بَطْنَهَا


(١) يتدلدل: أي: يضطرب في مشيته.
(٢) رواه أبو داود في كتاب الحدود -باب الحكم فيمن سب النبي - صلى الله عليه وسلم - (٤/ ٥٢٨ ح ٤٣٦١) وفيه عبارة: "فوقع بين رجليها طفل فلطخت ما هناك بالدم"، وفي لفظ: "يتخطى الناس وهو يتزلزل"؛ والنسائي في كتاب تحريم الدم -باب الحكم فيمن سب النبي - صلى الله عليه وسلم - (٧/ ١٠٧)، والدارقطني في كتاب الحدود والديات وغيره (٣/ ١١٢ ح ١٠٣)، والحاكم في "المستدرك" (٤/ ٣٥٤)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٧/ ٦٠)، و (١٠/ ١٣١) وعنده بلفظ "المعول" بالعين المهملة في الموضعين وهو تصحيف.
الحديث سكت عنه أبو داود، وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، وقال الحافظ ابن حجر في" بلوغ المرام" (ص ٢٥٥ ح ١٢٣٠):"رواته ثقات" وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (٣/ ٨٢٤ ح ٣٦٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>