جَاهَدتُ كِتمانَها في مُهجَتي زَمَنًا … حَتَّى تأبَّت فليسَ اليومَ تَنكَتِمُ
وَيَسأمُ القلبُ مِن أمرِ يُسِرُّ به … يا وَيحَ مُضغةِ صَدري طبعُها السَّأمُ
كلُّ الحِبالِ وإن كانت مُغلَّظة … ما كانَ فيها بغير الحُبِّ يَنصَرمُ
لهُ صُنوفٌ بأسبَار الجَوَى عَدَدٌ … مِنها الشُّخوصُ ومِنهَا البَانُ والعَلَمُ
أقلُّ تَقدِمَتي شِعرٌ نَقمتُ بهِ … والشِّعرُ يُسعِفُ إن لم تُسعِفِ النِّقمُ
لا بَارَكَ اللهُ في شِعرٍ تَلوكُ بهِ … ولم يَكُن بصِراطِ الحَقِّ يَلتَزمُ
القول بالهَدي أو لا قُلتَهُ أبَدًا … فكلُّ ما قيلَ في غَيرِ الهُدى لَمَمُ
كُلُّ الرِّجالاتِ من عُربٍ ومن عَجَمٍ .... ببَابِ أحمَدَ حُجَّابٌ لَهُ خَدَمُ
يا أمَّة الغَربِ صَرحُ الشِّركِ مُهتَرئٌ … وكُل صَرحٍ بغَير الدِّينِ مَنهَدِمُ
أما قرأتُم من التَّوراةِ هَيئَتهُ … ألم يُبَشِّر بهِ الإنجيلُ عِندَكُمُ
أما عَلِمتم بأنَّ الله ناصِرُهُ … يَكفيهِ هُزوَ شِرار النَّاسِ مثلَكُمُ
لَم تَسمَعوهُ وَقد شُقَّ الهِلالُ لَهُ … وكيفَ يَسمَعُ من في سَمعِهِ صَمَمُ
إنَّ انتفاشَ حَضاراتِ العِدا عَرَضٌ … والدَّاءُ يَظهَرُ من أعراضِهِ الوَرَمُ
فاربأَ ببَطنِكَ أن يَقتاتَ حاجَتَهُم … أقلَّ حَربَهُمُ في بَيتِكَ اللَّقمُ
فكَيفَ يُفلِحُ قومٌ سُبَّ سَيِّدُهُم … وَلم يَثورُوا على هذا وَيَنتَقِموا
وَالزَم تُراثَ رَسولِ اللهِ سُنَّتَهُ … فالدِّينُ مُمتَنِعٌ والحَقُّ مُلتَزَمُ
كلُّ المَبادِئ والأعرافِ سَائِبَة … من غير أحمَدَ لا عَهدٌ ولا ذِمَمُ
إن قامَ قامَ أريجُ المِسكِ يَلحَقُهُ … نَوَاشِرُ الطِّيبِ من جَنَبيهِ يُنتَسَمُ
أو قالَ أجمَعَ بالإحكامِ مَنطِقهُ … فصْلُ الخِطاب وفصْلُ القومِ والحِكَمُ
به بَيانٌ حَلالُ السِّحر فِتنَتُهُ … يُستَنطقُ الصَّخرُ من مَبناهُ والبُكُمُ