أتَطاولَ الأوْغادُ فيكَ على الذي … مَلأ الوجودَ عَبِيرُه الفَوَّاحُ؟
وأنارَ ضَوءُ كتابِه وصراطِه … كلَّ البرَى فيه الظَّلامُ مُزاحُ
مَنْ جاءَ بالدينِ الحَنيفِ مُخَلِّصًا … فَلَنَا بِقَفْوِ سَبِيله إنْجاحُ
هذا الكتابُ المُسْتبِينُ ومِثلُهُ … سُنَنٌ حِسانٌ تُحْتَذَى وَصِحَاحُ
خيرُ البريَّةِ كُلِّها وإمَامُها … وسِرَاجُها الوَهَّاجُ والمِصْباحُ
والرحمةُ المُهْداةُ والعَلَمُ الذي … بِمَقامِه يوْمَ النُّشُورِ نُراحُ
يا بُؤْرَةً للخِزْيِ ساءَ قرارُها … للكَوْنِ منها أَنَّةٌ وصِيَاحُ
أَتقِرُّ شَتْمَ الهاشِمِيِّ دِيَانَةٌ؟!! … لا سِفْرَ يَرضاهُ ولا إصْحاحُ
لا عقْلَ يَقْبَلُهُ ولا مَدَنِيَّةٌ … إلا لَدَيْكِ فَلَيْسَ فيهِ جُناحُ
والدَّانَمَرْك بُلَيْدَةٌ ملعونةٌ … فيها لمجتمعِ الكلابِ نُباحُ
خُبْثٌ تَأصَّل في النفوسِ جِبِلَّةً … قِدْمًا وكُفْرٌ فوقَ ذاك بَواحُ
وخلائقٌ وَصَفَتْ حقارةَ معدِنٍ … مَا إنْ لهمْ عنها الزمانَ بَرَاحُ
ليسَ الجزاءُ فَحَسْبُ حَظْرَ بضائعٍ … مِنهنُّ تُجْنَى فيكمُ الأرْباحُ
بل سوف تَلقَون النَّكالَ مُعَجَّلاً … وتَسيلُ منكمْ بالدماءِ بِطاحُ
وتَغَصُّ بالأشْلاءِ مِنْكمْ بُقْعةٌ … لَخِنَتْ وساءَ غُدوُّها ورَواحُ
وتُبَدَّلُ الأفْراحُ فيكم مأتَمًا … يَغْشاهُ مِنْ ليلِ المُصابِ جَناحُ
خَطْبٌ يُجلِّلُ جَمعَكمْ ويُذيقُكمْ … خِزْيًا يَظَلُّ على المَدى يَنْداحُ
أيَطيبُ نَومٌ أو يَلَذُّ لمسلمٍ … عَيشٌ وعرْضُ الهاشميِّ مُباحُ؟!
لَعِبَتْ به بينَ الأنامِ أصابعٌ … فلهنّ فيهِ مَسْرحٌ ومُرَاحُ
يا مسلمونَ كَفاكمُ نومًا فقدْ … صاح النَّذِيرُ وصَرَّحَ الإصباحُ