للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سجاياكَ يا خيرَ الورى مُثُلٌ … وفي حياتِكَ ذَاكَ المُقْتدَى الأثَرُ

قد كنتَ قَلبًا لنشرِ الدينِ مُجْتَهِدًا … وكنتَ كَفًّا لبذلِ الخيرِ تَبْتَدِرُ

إذا وَهَبتَ فلا مَنٌّ ولا قَتَرٌ … وإنْ دُعيتَ فلا مُطْلٌ ولا ضَجَرُ

وكنتَ قرءانَنا يمشي بخيرِهدًى … مَاذا نقولُ وماذا فيكَ نَخْتَصِرُ؟

يا ناصر الدين .. يا وحي الإله به … يرفرفُ القلبُ والأرْواحُ والفِكَرُ

يا أشرفَ الخلقِ لن نرضى بما اقترفوا … هذي القُلوبُ تَكادُ اليومَ تَنْفَطِرُ

وُجْدَانُنُا في جحيمِ الغيطِ مُشْتَعِلٌ … قلوبُنا بلهيبِ الإفْكِ تَسْتَعِرُ

يا مَن أضاءَ بنورِاللهِ سُنَتَهُ … للمقتدينَ فتلكَ الأَنْجُمُ الزُهُرُ

مَناقِبُ النَّصرِ في أرجاءِ دعوته الـ … ـغَرَّاءِ فيها قلوبُ الشركِ تَنْبَهِرُ

ما بينَ مُسْتَتِرٍ عنها ومُنْكَسِرٍ … تلكَ الفلولُ بعونِ اللهِ تَنْدَثِرُ

هُدَاكَ زلزلَ كسرى في مدائِنِه … وخرَّ قيصرُ إذْ لَمْ تُغنِهِ النُّذُرُ

يا خَاتَمَ الرسلِ لم نجزعْ لِمَا كَتَبُوا … فالجهلُ يُغوي وهذا شأنُ مَن كَفَرُوا

غُلَّتْ أيَادِيهمُ إذ صَدَّقُوا خَرِفًا … شُلَّتْ يداهُ .. وَتَبًّا للذي نَشَرُوا

يقينُنا أننا نفدي بما مَلَكَتْ … أَيْمانُنا إِنْ تَوالتْ حَولَكَ الزُمَرُ

بل تفتديك وأَيْمُ الله أفئدة … لِنُصرةِ الحقِ والقرآنِ تُعْتَصَرُ

أرواحُنا ودِمانا فيك نَبذلُها … نذودُ عَنْك بقولِ اللهِ نَأتَمِرُ

لا نرتضي قولَهم .. كَلَّا وما فَتِئَتْ … ضَرَاغِمُ الحقِّ لا جُبْنٌ ولا خَوَرُ

فَكَمْ لَقِينا ولم تَضْعُفْ عزائِمُنا … وكم تغيَّرَتِ الأفلاكُ والسِّيَرُ

لكنَّ إيمانَنا وما ضَعُفَت … منا العزائمُ إِنْ ضَجُّوا وإن سَخِرُوا

<<  <  ج: ص:  >  >>