هَبُّوا لِنَجْدَةِ سَيد مَلأَ الدُّنا … نُورًا وَرَاءَ الخَالِقِ المَنَّانِ
ذَاكَ الذي نَشَرَ الفَضيلَةَ شَامِخًا … وَأنَارَ دَرْبَ البضائِع الحَيْرَانِ
وَأزَلَ ظُلمَ اليَأسِ بَاتَ مُجَاهِدًا … يَهْدِي طَرِيقَ الخَيْرِ لِلإنْسَانِ
ذَاكَ الإمَامُ الحَق في إِسْلَامِنَا … يُرْمَى بِأخْبَثِ صُورَةِ الطغْيَانِ
أَيُبَاعُ فِي سوقِ الصحَائِفِ عِرْضُهُ … بِلِسَانِ مَنْ نُزِعُوا مِنَ الإِيمَانِ؟!
سَهْمٌ تَعَاطَى سُمِّهُ فِي دَارِهِ … ويَجُولُ غَدْرًا قَاصِدًا لِمَكَانِي
أوَ نَرْتَضِي بَعْدَ المُصَابِ بصَمْتِنَا … بُكْمًا نُمَاثِلُ عِيشَةَ الحَيَوانِ؟!
أوَ نَرْتَضِي حُريَةً نَطَقُوا بِهَا … فِي فِعْلِهِمْ، لَا والذِي أَبْكَانِي
نَحْنُ الذينَ نَذُبُّ عَنْ أعْرَاضِنَا … سَمْعًا لِقَوْلِ الوَاحِدِ الرحمِنِ
ونَكُونُ لِلأعْدَاءِ سَهْمًا صَاعِدًا … فِي قَلب مَنْ رَضِيَ الخَنَا بِزَمَانِي
تَفْديكَ رُوحِي يَا مُبَلِّغَ هَدْيِنَا … وَفدَاكَ أَمِّي لَوْ فَقَدْتُ حَنانِي
شُلَّتْ يَمِينُكَ يَا مُبَلِّغَ غَاية … أطَلَقْتَهَا مِنْ بَلدَة الألبَانِ
وَتَرَكْتَهَا تَرْعَى وَربي مَاهِلٌ … أوَلَا تَقُولُ: اللهَ جلَّ يَرَانِي
أوَمَا تَرَى أنَّ المُصِيبَةَ أرْهَقَتْ … كُل الأنَام فَكُنْتَ أَنْتَ الجَانِي
فَاللهَ أسْألُ فِي غَيَاهِب لَيْلَةٍ … أجْرَ المُصِيبَةِ فِي الّذِي أَعْيَانِي
ويمُدنا نَصْرًا عَظِيمٌ شَاُنهُ … فَنَرُدُّ كيْدًا ظَالِمًا أَبْلَانِي
تلكَ القَوَافِي سَابَقَتْنِي بُغْيَةً … لِلذودِ عَنْ عِرْضِ الرَّسُولِ الحَانِي
فكَأنَّ جِسْمِي حِينَ وَاجَهَ أمْرَهُ … قَدْ عَاشَ فِي الدُّنْيَا بِغَيْرِ أمَانِ
فَمُصَابُنَا قَدْ وَجَّهتْ لِقَصَائِدِي … أمْرًا لَهُ فَاسْتَقْبَلَتْهُ بَنَانِ