للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِثْلَ الكِلَابِ النَّابحَاتِ، وَكلَّمَا … بَصُرَت بِظِلٍّ في الدِّياجِي يُقْدِمُ

نَهَمَتْ لُحُومَ الضيْفِ لَمْ تَأبَهْ بِهِ … إِنْ كانَ ضَيْفًا أَوْ غَرِيبًا يُكْرَمُ

قَلَبُوا مَوَازِينَ الحَيَاةِ وبَدلوا … حَتى رَأَى الأعْمَى، وَفَاهَ الأبْكَمُ

إِنِّي لأعْجَبُ مِنْ عَدَاوتَهِمْ لَنَا … مَاذَا أَتَاهُ المُسْلِمُونَ لِيُظلَمُوا

ويُنَالَ مِنْ حُرُمَاتِهِمْ، ويُمَزَّقُوا … ويُشَتَتُوا، ويُطَارَدُوا، ويُيَتَمُوا

ونَظَلَّ طُولَ حَيَاتِنَا فِي خَنْدَق … لِيَرُدَّ عَنا مَنْ يَصُولُ ويُحْجِمُ

مُتَوَرِّمُ الشِّدْقَيْنِ مَمْطُوطُ اللهَا … وعَلَيْهِ مِنْ آثَارِ ذبْحَتِنَا دَمُ

مَا إنْ يَمُدُّ لِسَانَهُ بِزُعَافِهِ … حَتَّى يَقِيءَ دَمًا وغَيظًا يَكْظِمُ

رَكِبَ التَّعَصُّبُ رَأسَهُمْ فَتَطاَوَلُوا … وَأَغَرهُمْ مِنا الصَّدَى المُسْتَسْلِمُ

فَتَهَكَمُوا، وتَهَجَّمُوا، وتَحَكَمُوا … وعَدَا مَعَ الأغنام غْنَام هَذَا الضَّيْغَمُ

فَإِذَا اسْتَبَدَّ فطُعْمَة سَاغَتْ لَهُ … وَإذَا اسْتَلَذ فَنِعْمَ هَذَا المَطعَمُ

يَا مُسْلِمُونَ وذِي نَصِيحَةُ مَخْلِصٍ … مُنكُمْ يُؤَرِّقُهُ الصُّرَاخُ الأعْجَمُ

لَيْسَ الدِّفَاعُ عَنِ النَّبِي مُحَمَّد … خُطَبًا تُدَبجُ أَوْ كَلَامًا يُرْقَمُ

أَوْ فِي تَظَاهُرَة تُزَلزِل شَارِعًا … وَتُروحُ لِلبُنْيَان ظُلمًا تَهْدِمُ

أَوْ فَيْضِ عَاطِفَة تَفُورُ حَمَاسَةً … ثُمَّ انْطِفَاء مَيّت وتَشَرْذُم

لَكِنَّهُ فِكْر، ونَهْجَ رَاشِدٌ … ولُزُومُ سنتهِ الَّتِي هيَ أَقْوَم

وركوبُ مَتْنِ العِلم أَنَّي يَمَّمَتْ … آفَاقُهُ، فَالجَهْلُ عَار مُؤلِمُ

والآن نَبْكِي، لَا الدِّيارُ دِيَارُنَا … وزَمَانُنَا هَذَا الدُّجى المُتَجَهِّمُ

فَإذَا أرَدْنَا صَحْوَةً وكَرَامَةً … تَحْمِي الحِمَى، وتَرُدُّ مَنْ لَا يَرْحَم

<<  <  ج: ص:  >  >>