للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حين خرجا (١) من مكةَ كانت زوجة عمرو معه، وعمارةُ كان شابًّا حَسَنًا، فاصطحبا في السَّفينة، وكان عمارةُ طَمِعَ في امرأةِ عمرِو بنِ العاص، فألقى عَمْرًا في البحر ليُهلِكَه، فسَبَح حتى رجَع إليها. فقال له عمارةُ: لو أعلمُ أنك تُحسِنُ السباحةَ لَمَا ألقيتُك، فحَقَد عمرٌو عليه، فلمَّا لم يُقضَ لهما حاجةٌ في المهاجرين من النجاشي، وكان عمارةُ قد توصَّل إلى بعضِ أهل النجاشي فوَشَى به عمرو، فأمر به النجاشي، فسُحر حتى ذهب عقلُه وساح في البرِّيَّة مع الوحوش.

وقد ذكر الأمويُّ قصةً مطوَّلةً جدًّا، وأنه عاش إلى زمنِ إمارةِ عمرَ بنِ الخطاب، وأنه تقصَّده بعضُ الصحابة وأمسكه، فجعل يقول: أرسِلْني وإلاَّ مت. فلمَّا لم يُرسِلْه مات من ساعته؛ فالله أعلم" (٢).

° وقبلها ذَكَر ابن كثير أن عمرًا قال للنجاشي: "إنك إذا خرجتَ خَلَفَك عمارةُ في أهلك، فدعا النجاشيُّ بعمارة، فنَفَخ في إحليلِه فطار مع الوحش" (٣).

* الأخنسُ بنُ شَريق:

مَرَّ بنا قصَّتُه هو وأبي جهل وأبي سفيانَ واستماعهم لقراءةِ النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلاً ثلاثة أيامٍ، وعِلمُه بصِدقِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ثم بعد هذا إصرارُه على الكفر


(١) أي: عمارة وعمرو بن العاص إلى الحبشة لردّ الصحابة الذين هاجروا إلى الحبشة إلى مكة ليفتنوهم عن دينهم.
(٢) "البداية والنهاية" (٥/ ٧٤).
(٣) "البداية والنهاية" (٥/ ٦٨)، وذكرها أبو نعيم في "الدلائل"، والحافظ البيهقي في "الدلائل".

<<  <  ج: ص:  >  >>