للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• فالمشكاةُ صَدْرُ المؤمن، والزجاجةُ قلبُه، وبصفائه تتجلَّى فيه صُورُ الحقائق والعلوم على ما هي عليه، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله تعالى آنيةً من أهل الأرض، وآنيةُ ربكم قلوبُ عباده الصالحين، وأحبُّها إليه أَليَنُها وأرقُّها" (١).

والشجرةُ المباركة: هي شجرةُ الوحي، وهي مادةُ المصباح التي يتَّقد منها.

فماذا ظنُّك بحظِّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِن هذا المَثَل؟!.

• عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللهَ خَلَق خَلقَه في ظُلمة، ثم ألقى عليهم من نُوره، فمن أصابه من ذلك النورِ اهتدى، ومن أخطأه ضَلَّ، فلذلك أقول: جَفَّ القلمُ على عِلم الله" (٢).

فيا لها من أنوارٍ كانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -! فإنَّ نورَ الإِيمان يملأُ قلبَه، ومُدخَلُه نور، ومُخْرَجُه نور، وعِلمُه نور، ومِشيتُه في الناس نور، وكلامه نور، ومصيرُه إلى نور، وللمؤمن نصيبٌ من هذا.


(١) إسناده قوي: أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" عن أبي عنبة، وقال الألباني: "رجاله كلهم ثقات أثبات غير "بقية"، وهو صدوق كثير التدليس عن الضعفاء، وهو هنا قد صَرَّح بالتحديث" .. وقواه الألباني في "الصحيحة" رقم (١٦٩١)، وحسَّنه في "صحيح الجامع" برقم (٣١٦٣).
(٢) صحيح: رواه أحمد في "المسند" مطولاً (١٠/ ١٢٧)، وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر. وقال الهيثمي في "المجمع" (٧/ ١٩٣ - ١٩٤): "رواه أحمد بإسنادين والبزار والطبراني، ورجال أحد إسنادي أحمد ثقات"، ورواه الترمذي في "سننه" (٥/ ٢٦) في الإيمان - باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، وقال: حديث حسن، وأخرجه الحاكم مطولاً وصححه، وصححه الألباني في "الصحيحة" (٣/ ٦٤) رقم (١٠٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>