للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابنَ سلَامةَ بنِ وَقْشٍ أبا نائلةَ -أحدَ بني عبد الأَشْهَل، وكان أخَا كعبِ بنِ الأشرف من الرضاعة-، وعَبَّادَ بنَ بِشْرِ بنِ وَقْش، والحارثَ بنَ أَوْسِ بنِ مُعَاذ -وهما من بني عبد الأشهل-، وأبا عَبْس بنَ جَبْر أخا بني حارثة (١)، وأَذِن لهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -أن يقولوا غيرَ ما يعتقدون (٢)، على سبيل جوازِ ذلك في الحرب.

وقدَّموا إلى ابن الأشرف سِلْكَانَ بنَ سَلَامة، فقَصَد له وأظهَرَ له موافقتَه على الانحراف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وشكا إليه ضِيْق حالهم، وكَلَّمَه في أن يَبيعَه وأصحابَه طعامًا، فَيَرْهَنُوه سِلاحَهم، فأجابهم إلى ذلك.

ورجع سِلْكَانُ إلى أصحابه، فخرجوا إلى ابنِ الأشرف اليهوديِّ، وشيَّعهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بَقيع الغَرْقَد (٣) في ليلةٍ مُقْمِرَة، فأتَوا كعبًا، فخرج إليهم من حِضنِه، فَتَماشَوا، فوضعوا عليه سيوفهم، ووضع محمدُ ابنُ مَسْلَمةَ مِغْوَلاً (٤) كان معه في ثُنَّتِه (٥) فقتله.

وصاح ابنُ الأشرف صيحةً شديدةً انذعر بها أهلُ الحصون حوالَيه، فأوقدوا النيرانَ دون جدوى.


(١) في عيون الأثر: أن اسمه عبد الرحمن.
(٢) أن يقولوا في الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما لا يعتقدون، خُدعةً للعدو على سبيل جواز ذلك مع الأعداء في الحرب.
(٣) بقيع الغرقد: مقبرة أهل المدينة المنورة.
(٤) المغول: شبه سيف قصير يشتمل به الرجل تحت ثيابه. وقيل: هو حديدة دقيقة لها حدٌّ ماضٍ وقفًا، وقيل: هو سوط في جوفه سيف دقيق يشدُّه الفاتك على وسطه؛ ليغتال الناس.
(٥) الثُّنَّة من الإنسان: ما دون السرَّة، فوق العانة، أسفل البطن.

<<  <  ج: ص:  >  >>