للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحُبور، وإذا الكونُ كلُّه بما فيه ومَن فيه نورٌ طَليقٌ من القيود والحدود، تتَصلُ فيه السماواتُ بالأرضُ، والأحياءُ بالجماد، والبعيدُ بالقريب، وتلتقي فيه الشِّعابُ والدُّرُوب، والطوايا والظواهر والحواس والقلوب.

فَيضٌ غامر من النور .. وأُفُقٌ وضيءٌ يدركُه القلبُ كلما شَفَّ ورَفَّ، {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ}.

مَثَلٌ يُقرِّبُ للإدراك المحدود صورةَ غيرِ المحدود، مَثَلٌ يُقرِّبُ للإِدراك طبيعةَ النورِ حين يَعجِزُ عن تتبُّع مَدَاه وآفاقِهِ المترامية وراءَ الإدراكِ البشريِّ الحسير.

وإن مَن حُجب عن معرفةِ ربِّه ونورِه يُحجَبُ عن معرفة رسوله الذي أرسله الله سراجًا منيرًا .. وضرب مثلاً لنوره بالنور في قلبِ رسوله - صلى الله عليه وسلم - ..

وكيف يبلُغُ في دنياه غايَتَه … مَن تستوِي عنده الظَّلمَاءُ والنُّورُ!

• انظر إلى دعاءِ مَن أرسله الله سِراجًا منيرًا -وقد استجاب الله لدعائه-: "اللهم اجعَلْ في قلبي نورًا، وفي بَصَري نورًا، وفي سمعي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا، ومن فوقي نورًا، ومن تحتي نورًا، ومن أمامي نورًا، ومِن خَلفي نورًا، واجعلْ لي في نفسي نورًا، وأعظمْ لي نورًا" (١).

• "اللهم اجعلْ في قلبي نوراً، وفي لساني نورًا، واجعلْ في سمعي نورًا، واجعلْ في بَصَري نورًا، واجعلْ مِن خَلفي نورًا، ومِن أمامي نورًا،


(١) رواه أحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي عن ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>