للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصدَّعهم راكبٌ جاءهم … حلالٌ حرامٌ لَشَتى معا

فلو أن بالعزِّ صدَّقْتُمُ … أو المُلكِ تابعتُمُ تُبَّعا

• فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لي بهذا الخبيث؟ " (١).

وكان أبو عَفَك شيخًا كبيرًا بلغ عشرين ومئةَ سنة، حين قَدِم النبيُّ- صلى الله عليه وسلم - المدينةَ، وكان يُحرِّضُ على عداوةِ النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يدخلْ في الإسلام، فلما خَرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى "بدرٍ"، ورَجَع وقد انتصر على المشركين، حَسَده أبو عَفَك وبَغَى، وقال في هجائه وهجاء المسلمين شعرًا (٢).

وأراح الله البشريةَ مِن دنَسِه وخُبثِه على يَدِ الصحابيِّ البطل سالِم بن عُمَيْر العَوْفيِّ الأوسيِّ الأنصاريّ - رضي الله عنه -.

° قال سالم: "عليَّ نذرٌ أن أقتلَ أبا عَفَك أو أموت دونَه".

وأمهل سالمٌ، وطَلَب له غِرَّةً، حتى كانت ليلةٌ صائفة، فنام أبو عَفَك بالفِناء في الصيف في بني عمرو بن عوف، فأقبل سالمٌ، فوضع السيفَ على كَبدِه، حتى خشَّ في الفراش، وصاح أبو عَفَك، فسارع إليه ناسٌ ممن هم على قوله، فأدخلوه منزلَه وقَبَروه، وقالوا: مَنْ قتله؟ واللهِ لو نعلم مَنْ قتله لقتلناه به! فقالت أمامةُ المُزَيْرِية (٣) في ذلك:

تَكَذِّبُ دينَ اللهِ والمرءَ أحمدَا … لَعَمرُ الذي أمْنَاكَ إذْ بئس ما يُمْنِي (٤)


(١) "سيرة ابن هشام" (٤/ ٣١٣).
(٢) "مغازي الواقدي" (١/ ١٧٤، ١٧٥).
(٣) "سيرة ابن هشام" (٤/ ٣١٣)، أما في "مغازي الواقدي" (١/ ١٧٥): فورد اسمها: النهديَّة.
(٤) أمناك: أنساك، قاله أبو ذر. وعندنا أن خيرًا من ذلك أن يكون أمناك بمعنى بلاك، وما =

<<  <  ج: ص:  >  >>