للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: "يا يهودُ، أسلِموا قبل أن يُصيبَكم ما أصاب قريشًا يوم بدر"، فقالوا: إنهم كانوا لا يعرفون القتال، ولو قاتَلْتَنا لعرفت أَنَّا الرجالُ .. فأنزل الله تعالى: {قُل لِّلَذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (١٢) قَدْ كَانَ لَكمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَالله يؤَيِّد بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ} [آل عمران: ١٢ - ١٣] " (١).

° وذكر ابنُ هشام من طريقِ عبدِ الله بن جعفر قال: "كان من أمرِ بني قينقاع أن امرأةً من العرب قَدِمت بجَلَبٍ لها، فباعَتُه بسُوقِ بني قينقاع، وجَلَست إلى صائغٍ بها، فجعلوا يريدونها على كشفِ وجهها فأبت، فعَمَد الصائغُ إلى طَرَفِ ثوبها، فعَقَده إلى ظَهرها، فلما قامت انكشفت سوءتُها، فضحِكوا بها، فصاحت، فوثب رجلٌ من المسلمين على الصائغ فقتله -وكان يهوديًّا-، وشَدَّت يهودُ على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهلُ المسلم المسلمين على اليهود، فغضب المسلمون، فوقع الشرُّ بينهم وبين بني قينقاع".

° وأكمل ابنُ إسحاق سياقَ الحادث قال: "فحاصَرَهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نَزَلوا على حُكمه، فقام عبدُ الله بن أبيِّ بنِ سَلول -حين أمكنه اللهُ منهم-، فقال: يا محمدُ، أحسِنْ إليَّ في مَوَالىَّ -وكانوا حلفاءَ الخزرج- قال: فأبطأ عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا محمدُ، أحسِنْ إليَّ في مَواليَّ قال: فأعرَضَ عنه، فأدخل يَدَه في جَيبِ درع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له


(١) "فتح الباري" (٧/ ٣٨٦) - كتاب المغازي- باب حديث بني النضير.

<<  <  ج: ص:  >  >>