للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبلَ وقعة "أُحُد"، وجَعَله ابنُ إسحاقَ بعد "بئر معونة وأُحُد".

° عن ابن عمرَ - رضي الله عنه - قال: "حاربت قريظةُ والنَّضيرُ، فأجلى بني النَّضِير، وأَقَرَّ قريظةَ ومَنَّ عليهم حتى حارَبت قُريظةُ، فقَتل رجالَهم، وقَسَمَ نساءَهم وأولادَهم وأموالَهم بين المسلمين، إلاَّ بعضُهم لَحِقوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فأمّنَهم وأسلموا، وأجلى يهودَ المدينة كلَّهم: بني قينقاع -وهم رَهط عبد الله ابن سلام-، ويهودِ بني حارثة، وكلِّ يهود المدينة" (١).

° خرَج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني النضير (٢) يستعينهم في دِيَةِ رجُليْنِ قَتَلهما عمر بن أميَّة الضَّمْرِيُّ، قال ابنُ إسحاق: "فلمَّا أتاهم يستعينهم قالوا: نعم. ثم خلا بعضُهم ببعضٍ، فقالوا: إنكم لن تجدوه على مثل هذه الحال. قال: وكان جالسًا إلى جانبِ جِدارٍ لهم، فقالوا: مَن رجلٌ يعلو على هذا البيتِ فيُلَقِيَ هذه الصخرةَ عليه فيقتلَه ويُريحَنا منه؟ فانتدب لذلك عمرُو بن جِحاشِ بنِ كعب، فأتى النبيَّ الخبرُ من السماء، فقام فظهرًا أنه يَقضِي حاجة، وقال لأصحابه: لا تَبْرَحوا، ورجع مُسرِعًا إلى المدينة، واستبطأه أصحابُه، فأُخبِروا أنه توجَّه إلى المدينة، فلحِقوا به، فأمر بحَربهم والمسير إليهم، فتحصَّنوا، فأمر بقَطع النخيل والتحريق".

° وذكر ابنُ إسحاق: "أنه حاصَرهم سِتَّ ليالٍ، وكان ناسٌ من المنافقين بَعثوا إليهم أنِ اثبتوا وتمنَّعوا، فإنْ قُوتلتم قاتلنا معكم، فتربَّصوا،


(١) رواه البخاري في "صحيحه" كتاب المغازي -باب حديث بني النضير- حديث رقم (٤٠٢٨) "الفتح" (٧/ ٣٨٢).
(٢) في أوائل السنة الرابعة من الهجرة بعد غزوة أُحُد وقَبْل غزوة الأحزاب ذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع عشرة من كبار أصحابه منهم أبو بكر وعمر وعلي - رضي الله عنهم - إلى محلّة بني النضير.

<<  <  ج: ص:  >  >>