للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسحاقَ- يَرَون أن الفدائيِّين الخمسة أو السِّتة كلُّهم اشتركوا مع قائدِهم عبدِ الله ابن عَتيك في القضاء على الطاغيةِ اليهودي، وأن الذي أثبَتَ أبا رافع وقَضَى عليه هو "عبدُ الله بن أُنيْس"، وكلُّ أصحابِ الكتب السِّتةِ والسير -ما عدا الأمام البخاري- يتَّفقون مع ابنِ إسحاق في رأيه، إلاَّ أن الإمامَ البخاريَّ يختلفُ مع أصحاب الكتب السِّتة وأصحابِ السِّير، فرَوى أن قاتلَ أبي رافع هو قائدُ الفدائيين عبدُ الله بنُ عَتيك لا عبد الله بن أنيس (١).

° عن البَرَاء بنِ عازب - رضي الله عنه - قال: "بَعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - رهْطًا إلى أبي رافع، فدخل عليه عبدُ الله بن عَتيكٍ بيتَه ليلاً وهو نائم فقَتَله" (٢).

° وعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: "بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي رافع اليهوديِّ رجالاً من الأنصار، فأَمَّر -عليهم عبدَ الله بن عَتِيك، وكان أبو رافع يُؤْذي رسولَ الله ويُعين عليه، وكان في حِصنٍ له بأرضِ الحجاز، فلمَّا دَنَوا منه وقد غَرَبَت الشمسُ ورَاحَ الناس بِسَرحِهم (٣)، فقال عبد الله لأصحابه: اجلِسوا مَكانَكم، فإني منْطَلِقٌ ومُتَلَطِّفٌ للبَوَّابِ لعَلِّي أن أدخلَ، فأقبلَ حتى دَنا من الباب، ثم تَقَنَّعَ (٤) بثوبه كأنه يَقضي حاجةً -وقد دخلَ الناسُ-، فهتف به البوابُ: يا عبدَ الله، إِن كنتَ تريدُ أن تدخلَ فأدخل، فإني أريدُ أن أغلِقَ


(١) انظر "سيرة ابن هشام" (٣/ ٣١٤ - ٣١٦)، و"صلح الحديبية" لبشاميل (ص ٨٧)، و "البداية والنهاية" (٤/ ١٣٩)، و"فتح الباري" (٥/ ٢١٠ - ٢١٢).
(٢) رواه البخاري في "صحيحه" -كتاب المغازى- باب قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحُقَيْق، ويُقال سلاّم بن أبي الحقيق كان بخيبر، ويقال في حصنٍ له بأرض الحجاز (٧/ ٣٩٥ - فتح الباري) حديث رقم (٤٠٣٨).
(٣) راح الناس بسرحهم: أي رجعوا بمواشيهم التي ترعى.
(٤) تقنَّع بثوبه: أي تغطى به ليخفى شخصه لئلا يُعرَف.

<<  <  ج: ص:  >  >>