للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمُبغِضِ بعضِ الملائكة، ولا يجوزُ إدخالُ مَن سَمَّاهُمُ اللهُ كافرين في جملة فِرَقِ المسلمين" (١).

° وقال ابنُ حزم: "الطائفة التي أوجبت النبُّوَّة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - فِرَق، فمنهم الغُرابيةُ وقولُهم: إن محمداً - صلى الله عليه وسلم - كان أشبَهَ بعليٍّ من الغُراب بالغراب، وأنَّ اللهَ -عز وجل- بَعَث جبريل - عليه السلام - بالوحي إلى عليٍّ، فغَلِط جبريلُ - عليه السلام - بمحمد، ولا لومَ على جبريل في ذلك لأنه غلِط!!.

وقالت طائفة منهم: بَلْ تعمَّد ذلك جبريلُ، وكفَّروه ولَعنوه -لعنهم الله-.

° قال أبو محمد بن حزم: "فهل سُمع بأضعفَ عقولاً، وأتمَ رَقَاعةً من قوم يقولون: إنَّ محمداً - صلى الله عليه وسلم - كان يُشبِهُ عليَّ بنَ أبي طالب!!! فيا للناس!!! أين يقعُ شبهُ ابنِ أربعين سنةً من صبيٍّ ابنِ إحدى عشْرةَ سنة، حتى يغلَط به جبريل - عليه السلام -!!، ثم محمد - صلى الله عليه وسلم - فوق الرَّبعة إلى الطُّول، قويمُ القناة، كثُّ اللحية، أدعجُ العينيْن، ممتلىُء السَّاقيْن، قليلُ شعر الجسد، أَفرعُ .. وعليٌّ دون الرَّبعة إلى القِصر، مُنْكَبٌّ شديدُ الانكباب كأنهْ كُسِر ثم جُبر، عظيم اللِّحية، قد ملأت صَدْرهُ من مَنْكِبٍ إلى مَنْكِبٍ إذا التحى، ثقيل العينيْن، دقيقُ السَّاقين، أصْلَع، عظيمُ الصَّلَع، ليس في رأسه شعر إلاَّ في مُؤخِّره يسير، كثيرُ شعر اللِّحية .. فاعجَبوا لحُمق هذه الطَّبقة.

ثم لو جاز أن يَغْلَطَ جبريلُ -وحاشا لروحِ القُدُس الأمين- كيف غَفَل الله - عز وجل - عن تقويمه وتنبيهه، فتركه على غَلَطِه ثلاثاً وعشرين سنةً!!


(١) "الفرق بين الفرق" (ص ٢٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>