وأكبرُ دليلٍ على ما قلناه هو دُعاءُ "المعزِّ لدين الله" الإِمام الإسماعيليِّ الرابع في دَور الظهور، الذي له منزلةٌ كبيرة في أعينِ الإِسماعيلية، حيث إنه هو الرابعُ من الظهور، والسابعُ من محمد بن إسماعيل، والسابعُ هو مُتِمُّ الدَّور، وله منزلةٌ عالية ودرجةٌ سامية في الفلسفة الإسماعيلية، وكذلك هو الرابعُ من الهدي الإِسماعيلي، وللرابع مكانةٌ كبيرة أيضاً لدى الإسماعيلية، إضافةً إلى أنه هو الذي فَتح مصر، وأقامَ فيها الدعوةَ الإسماعيلية، والمذهبَ الإسماعيلي، ونشر هذا المذهبَ من مصرَ إلى أطرافِ الأرض وأكنافها، كما أن "المعِزَّ" هذا صرَّح نفسُه بأنه يَسبقُ جميعَ مَن تقدَّمه من الأئمة والوَصِي، وحتى الناطق محمد صلوات الله وسلامه عليه (١).
° يقول "المعِزُّ" هذا، في دعاءِ يومِ السبت، من أدعية الأيام السبعة:
"اللهم صلِّ على أبينا آدمَ الذي شرَّفتَه وكرَّمتَه .. وصلِّ على بابه ووصيه شَيثِ بن آدم، وعلى أئمَّة دَوره وهم ستة .. اللهمَّ صل على رسولك نوح .. الذي شرفتَه وكرًّمتَه، وعطلَّلت ظاهرَ شريعةِ آدم، وجعلتَه ثانيَ النطقاء .. اللهم صلِّ على خَليك إبراهيمَ بنِ تارخ الذي شرَّفتَه وكرَّمتَه، وعَطَّلتَ به ظاهرَ شريعة نوح، وجعلتَه ثالثَ النطقاءِ .. اللهمَّ صلِّ على نَجِيِّك موسى بنِ عمران الذي شرَّفتَه وكرَّمتَه، وعَطَّلتَ به ظهرَ شريعةِ إبراهيم، وصيَّرته رابعَ النطقاء .. اللهم صلِّ على رُوحِك المسيح عيسى ابن
(١) انظر "المجالس والمسامرات" للنعمان (ص ١٠٧) الجزء الثالث - طبع تونس.