للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السماوات والأرض ودوابُّ البَرِّ والبحرِ يستغفرون له؟!! ".

* {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}:

° لله درُّ حسانِ بنِ ثابت وهو يقول:

أغَرُّ عَلَيْه للنُّبُوَّة خاتَمٌ … مِنَ الله مَشْهودٌ يَلوحُ ويُشْهَدُ

وضَمَّ الإلهُ اسْمَ النبيِّ إلى اسمه … إذا قالَ في الخَمْسِ المُؤَذِّنُ "أَشْهَدُ"

وَشَقَّ لهُ من اسمه لِيُجِلَّهُ … فَذُوا العرشِ محمودٌ وهذا محمدُ (١)

رفعناه في الملأ الأعلى، ورفعناه في الأرض، ورفعناه في هذا الوجود

جميعًا .. رفعناه فجعلنا اسمَه مقرونًا باسم الله كُلَّمَا تحرَّكَتْ به الشِّفاه: "لا إله إلا الله محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، وليس بعد هذا رفع، وليس وراءَ هذا منزلة، وهو المَقامُ الذي تفرَّد به - صلى الله عليه وسلم - دون سائر العالمين.

° ورفعنا لك ذكرك في اللوح المحفوظ، حين قَدَّر اللهُ أن تمرَّ القرون، وتَكِرَّ الأجيال، وملايينُ الشِّفاهِ في كلِّ مكان تهتفُ بهذا الاسم الكريم مع الله والتسليم، والحبِّ العميق العظيم.

° ورفعنا لك ذكرك، وقد ارتبط بهذا المنهج الإلهيِّ الرفيع، وكان مُجردُ الاختيارِ لهذا الأمر رفعةَ ذكرٍ لم يَنَلْها أحد من قبلُ ولا من بعدُ في هذا الوجود.

° ورفعنا لك ذِكرَك: هو حِسِّي في الأذان والإقامة، وفي الخُطب على المنابر، وافتتاحياتِ الكلام في الأمور الهامة.

° ومِن رَفْع الذكرِ معنًى -أَيْ من الرفعة-: ذِكرُه - صلى الله عليه وسلم - في كتب الأنبياء


(١) "ديوان حسان بن ثابت" (ص ١٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>