كما ذكر ذلك حمزة في رسالته المُعَنونة "بنسخة السِّجِلِّ الذي وُجد معلَّقًا على المشاهد في غيبة مولانا الإمام الحاكم" كتب في آخره: "فقد غَضِب الله تعالى ووليُّه أميرُ المؤمنين سلامُ الله عليه مِن عِظَمِ إسراف الكافة أجمعين، ولذلك خَرَج من أوساطكم .. فإذا أطلَّتَ عليكم الرحمةُ خَرج وليُّ الله أمامَكم باختيارِه راضيًا عنكم ظاهرًا في أوساطكم"(١).
° أما إبطالُ الشرائع ونسخُ الأديان، فقد ذكرناه سابقاً، وكما ذَكر المؤرِّخون أن الحاكمَ بأمر الله نفسَه أبطلَ بعضَ الشعائر الدينية -مِثل الجمعة وغيرها-، وكان يريدُ إبطالَ الصوم وغيرِه من العبادات، ولكنه قُتل قبل ذلك، وقد ذكر الأستاذ محمد عنان ملخصاً لمذهب الدروز بقوله: "فهم على ما دعا إليه حمزةُ منذُ أكثرَ من تسعةِ قرون، يُنكرون الألوهية في ذاتها، ويعتقِدون في ألوهية الحاكم بأمر الله، وفي رَجعته آخِرَ الزمان، ولهم في تصويرها أقوالٌ مغرقةٌ أشرنا إليها من قبل، ويُنكرون الأنبياءَ والرسلَ جميعاً، وينكرون أصولَ الإسلام والنصرانيةَ واليهودية، بَيْدَ أنهم ينتسِبون ظاهراً إلى الإسلام، ويتظاهَرون أمامَ المسلمين بأنهم مُسلِمون، وأمام النصارى بأنهم نصارى، ويبغضون في الباطن جميعَ أبناءِ الأديانِ الأخرى ولا سيَّما المسلمون، ويَستبيحون دماءَهم وأموالَهم عند المَقدِرة، ويَعتقِدون أن الشياطين هم باقي الملل، وأن العقلاءَ أو خِيارَهم هم الملائكة، ولا يأخذون بشيءٍ من أصولِ الإسلام -كالصوم والصلاة والزكاة والحج-،
(١) انظر السجل المذكور ضمن رسائل حمزة المدرج بكامله في آخر كتاب "الحاكم بأمر الله" (ص ٣٩٧) و"مذهب الدروز والتوحيد" لعبد الله نجار (ص ١١٩، ٠ ١٢).