للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخاه الأصغر "صبح الأزل" في عداد هؤلاء (١).

واستطاع البهاءُ البروزَ في "مؤتمر بدشت" المعروف في تاريخ البابيَّة، حيث تمكَّن من الوصول إلى "قرة العين" غانية البابييِّن، وزعيمتِها الأولى، والتقرُّبِ إليها، وتأييدِه المطلَق لها بكلِّ ما تريدُه من الفِسق والفجور وهَتكِ الأعراض، وكسرِ الحدود الشرعية، والقِيَم الرُّوحية، وفوقَ ذلك نَسخُ شريعة الله التي تَفرِض على الناسِ هذه الحدودَ حفاظًا على شرفِ الإنسانية وكرامتِها.

ولَمَا قام الهياجُ وتعالت الأصواتُ على مُنكرات قرَّة العين في "مؤتمر بدشت" وتَجَرُّئِها على القول بنسخ الإسلام، أيَّدَها حَسين علي البهاء بكل قوةٍ وصرامة، ففتح المصحفَ وقرأ منه سورةَ "الواقعة"، وفسَّرَها يُؤَيِّد ما قالته قرَّة العين ويُصوِّبها، وكتب بعد ذلك إلى الباب الشيرازي بـ "ماه كو" يطلبُ منه الفصلَ في القول، فوافق الشيرازي قرَّة العينَ وحسينَ علي وعصابتَهما القائلين بنسخ الإسلام.

° ويُصرِّحُ المؤرِّخُ البهائي: "أن قُرَّة العين تأثرت بحسين علي بعدما لَقِيَته وعَرَفَتْه إلى حَدٍّ لم تكن تأمرُ بشيء أو تفعلُ فَعلةً إلاَّ بعد إذنٍ منه".

فبها وبواسطتها وعلى عِرْضِها، بني عمارةَ عزِّه وجاهِه، والجديرُ بالذكَرِ والطريفُ أنَّ لقب "بهاء الله" منحته قرَّةُ العين له، خلافَ مشاهير البابيَّة الآخرين، فإنهم كلَّهم أو جُلَّهم، ما منِحوا ألقابَهم إلاَّ مِن قِبَل الباب الشيرازيِّ نفسه، أما البهاء، فمنحته هذا اللقبَ قرَّةُ العين، وخلعته عليه،


(١) "نقطة الكاف" للمرزه جاني الكاشاني ص (٢٣٩، ٢٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>