للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أمِنَ الحضيضِ أُريدُ لَمسًا للذُّرَى … جَل المَقامُ فلا يُطالُ مُقامُ

وِزرِي يُكبِّلُنِي ويُخْرِسُنِي الأسَى … فيموتُ فِي طَرَفِ اللسانِ كَلَامُ

يمَّمْتُ نحوكَ يا حبيبَ الله في … شوقٍ تُقِضُّ مضاجِعي الآثامُ

أرجو الوصولَ فليلُ عُمري غايةٌ … أشواكها الأوزارُ والآلامُ

يَا مَن وُلدْتَ فأشْرَقَتْ برُبوعِنَا … نفحاتُ نورِك وانجلى الإظلامُ

أأعودُ ظمآنًا وغيريَ يَرْتَوِي … أيُرَدُّ عن حوضِ النبيِّ هُيامُ؟!

كيفَ الدخولُ إلى رِحاب المصطفى … والنفْسُ حَيْرى الذنوبُ جسامُ؟!

ماذا أقولُ وألفُ ألفِ قصيدةٍ … عصماءَ قَبْلي سطَّرَتْ أَقلامُ؟!

مَدَحُوك ما بَلغوا برغْم ولائهم … أسوارَ مجْدك فالدُّنُّو لمامُ

حتى وقفتُ أمامَ نورِك باكيًا … فتدفقَ الإحَساسُ والإلهامُ

وتوالت الصُّورُ المُضيئةُ كالرُّؤَى … وطَوى الفوادَ سكينة وسَلَامُ

يا مِلءَ رَوحِي وَهْجُ حُبِّك في دمي … قَبَسٌ يُضِئُ سريرتي وزِمَامُ

أنتَ الحبيبُ وأنْتَ من أرْوَى لَنَا … حتى أضاءَ قلوبَنا الإسلامُ

حُورِبتَ لَم تَخْضَعْ ولَمْ تَخْشَ العِدَا … مَن يَحْمِه الرحمنُ كيفَ يُضَامُ؟!

وملأتَ هذا الكونَ نُورًا فاختفتْ … صورُ الظَّلامِ وقُوِّضَتْ أصنامُ

* * *

* عُذرًا رسولَ الله:

حين أريدُ الدخولَ إلى جَنابك ورحابك ومَقامك الأنور أحتاجُ إلى عُمرٍ جديد، أولُ نَفَسٍ منه حتى آخرِه ملؤه الطهارةُ كلُّ الطهارة .. ونورُ الإيمان الغامر، وجَمالُ الإحسانِ الباهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>