للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° وقال غيرهُ (١):

مَا ضَرَّ تَغْلِبَ وَائلٍ أَهَجَوْتَهَا … أمْ بُلتَ حَيْثُ تَنَاطَحَ البَحْرَانِ" (٢)

° وصَدَق:

هل يَضُرُّ البحرَ أمسى زاخرًا … أنْ رَمَى فيه غلامٌ بحَجَرْ

لعن اللهُ مَن أنكر المعجزات، وطعَنَ في الصحابةِ الأبرار.

* أبو هاشم الجُبَّائي:

هو أبو هاشم، عبدُ السلام بنُ محمدِ بنِ عبد الوهاب، الجُبائي شيخُ المعتزلة "البهشِميَّة"، ويُقال لهم "الذَّمِّية" لقولهم باستحقاقِ الذَّمِّ لا على فِعل، وقد شاركوا المعتزلةَ في أكثرِ ضلالاتها، وانفردوا عنهم بفضائحَ لم يُسبَقُوا إليها.

وقد كفره سائرُ المعتزله لمواضعَ ثلاثةٍ عنده:

أحدها: قولُه باستحقاق الذمِّ والعقاب لا على فعل.

والثاني: استحقائقُ قِسْطيْنِ من العذاب إذا تغيَّر تغيرًا قبيحًا، أحدهما: للقبيح الذي فعله، والثاني: لأنه لم يَفعل الحسنَ الذي أُمِر به.

والثالث: قوله: إنه لو تغير تغيرًا حَسَنًا وأطاع بمثلِ طاعةِ الأنبياء عليهم السلام، ولم يفعل شيئًا واحدًا ممَّا أمَره اللهُ تعالى به ولا ضِدَّه، لاستحقَّ الخلودَ في النار (٣).


(١) هو الفرزدق.
(٢) "الفرق بين الفرق" (ص ١٤٧ - ١٥٥).
(٣) انظر "الفرق بين الفِرَق" (ص ١٨٥، ١٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>