للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُدريهم ما مصحف فاطمة". قال: مصحفٌ فيه مثلُ قرآنكم هذا؟! -ثلاثَ مرات-، واللهِ ما فيه مِن قرآنكم حرفٌ واحد" (١).

ثم ذكر أن الله أرسل إليها جبرائيلَ يُسليها ويُحدثها، وأن ذلك المصحفَ كان عبارةً عن ذلك الحديث، كتبه عليُّ بن أبي طالب - رضي الله عنه -" (٢).

فقد أُثبت في هذا الأثر أن فاطمةَ - رضي الله عنها - كان ينزلُ عليها جبرائيلُ، وكَتبت عنه مصحفًا أكبرَ من مصحفِ أبيها، وفيه ما ليس فيه كذلك، وأُسند إليه كذلك أنه قال: "إن عِلْمَنا غابرٌ ومزبور، ونُكت في القلوب، ونُقر في الأسماع .. فقال: أما الغابر، فما تقدم من علمنا .. وأما المزبور، فما يأتينا .. وأما النَّكتُ في القلوب، فإلهام .. وأما النَّقْرُ في الأسماع، فأَمْرُ المَلَك" (٣).

° وأورد بسنده كذلك أن الحسنَ بنَ العباس المعروفيَّ كَتَب إلى الرضا: "جُعلتُ فداك، أخبرني ما الفرقُ بين "الرسول" و"النبيِّ" و"الإمام"؟ فكتب -أو قال-: الفرقُ بين "الرسول" و"النبي" و"الإِمام" أن "الرسول" الذي يَنزلُ عليه جبرائيل فيراه ويسمعُ كلامه وينزل عليه الوحي، وربَّما رأى في منامِه نحوَ رؤيا إبراهيم، و"النبيُّ" ربما سمَع الكلام، وربما رأى الشخصَ ولم يَسمع، و"الإمام" هو الذي يَسمعُ الكلام ولا يرى الشخص".


(١) "الكافي" (١/ ١٩٩).
(٢) "الكافي" (١/ ٢٠٢).
(٣) "الكافي" (١/ ٢٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>