قوَّتيْهِ الناطقة والمتخيلة .. ويَجعلُ هذه القوى من خصائصِ النبوةِ التي تؤثِّرُ على العالَمِ الخارجيِّ، فتكونُ بذلك المعجزاتُ.
° وفي هذا يقول الفارابي:"النبوةُ تختصُّ في رُوحها بقوةٍ قُدْسيةٍ تُذعِنُ لها غريزةُ عالَم الخَلقِ الأكبر، كما تُذعِنُ لروحِك -عالم الخلقِ الأصغر-، فتأتي بمعجزاتٍ خارجةٍ عن الحيلة"(١).
٢ - يُسَوِّي في الرتبة بين الفلاسفةِ والأنبياء من حيث الأخذ عن العقلِ الفَعَّال، ثم يُقدمُ الفلاسفةَ على الأنبياء، حيث جَعَل إفاضةَ العقلِ الفَعَّالِ إلى صاحبِ العقلِ المنفعلِ حكيمًا فيلسوفًا ومتعَقِّلاً على التمَّام، وبعد الإفاضة على العقلِ المنفعلِ -التي هي مرتبة الفلاسفة-، تأتي الإفاضةُ على القوَّةِ المُتَخيلة -التي هي مرتبة الأنبياء- مُتراخية عن رتبة الفلاسفة، كذلك الإفاضةُ إذا كانت على العقولِ، فهي أوْلَى من أن تكونَ على آلةِ الخيال.
٣ - يقول الدكتور "علي وافي" مُعَلِّقًا على قول الفارابي: "فهذا أولُ شرائطِ الرئيس": "ويلاحَظُ أنَّ هذا الشرطَ الروحيَّ قد انفرد الفارابيُّ باشتراطه في رئيسِ المدينة الفاضلةِ دونَ فلاسفةِ اليونان الذين اغتَرَف فلسفتَهم مِن مَعِينِهم، فلم يَرِدْ لمثلِ هذا الشرطِ ذِكرٌ في "جمهوريةِ أفلاطون" التي اعتَمَد عليها الفارابي اعتمادًا كبيرًا".
فظَهر بهدْا سُوءَ اعتقاد الفارابي في "النبوَّة"، وأنه إذا وُجِد شخصٌ لديْه قوَّة تخيُّلٍ سيكون نبيًّا، وسيستمَرُّ وجودُ أنبياءَ إلى قيامِ الساعة.
وهذا ردٌّ واضحٌ لعقيدةِ "خَتم النُّبوَّة" بنبيِّنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - بجانبِ اعتقادِه