للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأكبر" (١) والذي "كانت ولايته أعلى قمةٍ بلغها التصوفُ" (٢) عندهم، حتى عُدَّ رئيسَ مدرسةِ التصوف المتأخر (٣).

وقد كانت ولادته بـ "مَرَسية" في الأندلس عام ٥٦٠ هـ، وانتقل إلى "أشبيلية"، وقام برحلةٍ زار فيها الشامَ وبلادَ الروم والعراقَ والحجازَ، واستقر أخيرًا بدمشق، وتوفي بها عام ٦٣٨ (٤).

° يقول ابن عربي في "الفتوحات المكيَّة": "وخَتم بمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم - الرسل عليهم السلام، وخَتم بشرعه جميعَ الشرائع، فلا رسولَ بعده يُشَرعِّ، ولا شريعةَ بعد شريعتِه تنزلُ من عند الله" (٥).

ونلاحظُ في هذه الجمل الأربع التي عَرَض بها عقيدته أنه يحتاطُ في كلِّ جملةٍ منها بلفظ يوهِم مشاركتَه للأمة في عقيدتها، ولكنه في الواقع غيرُ ذلك، وبتحليل ذلك يتضح الأمر في الأذهان:

(١) قوله: "وختم بمحمد - صلى الله عليه وسلم - جميع الرسل"، نعم هذا صحيح، ولكنه هنا يَستبدل لفظ "الرسل" بلفظ "النبيين" الذي وَرَد في الآية {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: ٤٠]، وقد ورد كما سبق في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وخُتم بي النبيون" فلماذا يفعل ابن عربي ذلك؟ يفعلُه لأن النبي أعمُّ من الرسول، ونَفْيُ النبوة يعني: نَفْيَ الوحي -كما تقدم-، أما نفى الرسالة فلا


(١) "هذه هي الصوفية" للوكيل (ص ٢٣).
(٢) "الصلة بين التصوف والتشيع" (ص ٣٧٦) للدكتور كامل مصطفى.
(٣) المصدر السابق (ص ٣٧٨).
(٤) "البداية والنهاية" (١٣/ ١٥٦)، و"ميزان الاعتدال" (٣/ ٦٥٨).
(٥) "الفتوحات المكية" (٤/ ٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>