الظاهر:"خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، ولهذا مات رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وما نصَّ بخلافةٍ عنه إلى أحد، ولا عَيَّنه لعِلمِهِ أنَّ في أُمتِهِ مَن يأخذُ الخلافةَ عن ربِّه فيكونُ خليفة عن الله مع الموافقة بالحُكم المشروع، فلما عَلِم ذلك - صلى الله عليه وسلم - لَم يُحجِّرِ الأمرَ، فللَّه خلفاءُ في أرضه يأخذون عن معدِنِ الرسول - صلى الله عليه وسلم -" .. " اهـ.
° قال العلامة عبد القادر بن حبيب السِّندي:"قلت: هذا نصُّ كلام ابن عربي نقله عن "فصوصه"، وكلامُه هذا واضحٌ ومُبيِن في الإِلحاد والزندقة والكفرِ بجميع معانيه الظاهرةِ والباطنة، وكما أنه صرح أن الخليفةَ يأخذُ عن الله غيرَ ما أَخَذه منه الرسولُ - صلى الله عليه وسلم -، وهذا يُبَيِّنُ ويوضِّح ما عندهم من الكفرِ والإِلحاد، ثم يَنسبِونه إلى الله تعالى ظُلمًا وعدوانًا وبهتانًا، وإلى هذا يشير قول ربنا جل وعلا في عِدَّةِ سُورٍ قرآنية، ومنها قوله تعالى في سورة الأنعام:{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ}[الأنعام: ٩٣] ".
هكذا فَصَّل القرآن الكريم ووضَح وبيَّن كُفْرَهم وزَندقتَهم وإلحادَهم في القول على الله كذبا وزورًا وبهتانًا بجميع ألوانه وأشكاله وأنواعه دون حياءٍ ولا خجل .. والله أعلم" (١).