للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسماه (١) "إلهًا" بطريق التنبيه، للتعليم؛ لِمَا عَلم أنه بَعضُ المجالي الإلهية (٢)، {لَنُحَرِّقَنَّهُ} فإن حيوانية الإِنسانِ لها التصرُّفُ من حيوانية الحيوان .. " (٣).

° قال الشيخ زَينُ الدين العراقي: "قوله في قول فرعون: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات: ٢٤]: أنه صح قولُه ذلك، مستدلاًّ عليه بأنَّ السَّحَرة صدَّقوه، كَذِبٌ وافتراء على السحرة، فلقد كَذَّبوه، وخالفوه، ودعواه كاذبة، وبها أخذ اللهُ فرعونَ وأهلكه، فقال تعالى حكايةً عنه: {فَحَشَرَ فَنَادَى (٢٣) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (٢٤) فَأَخَذَهُ الله نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى} [النازعات: ٢٣ - ٢٥] ".

° ثم قال: "ولا شك أن مَن صَحَّ عنه أنه قال هذا؛ واعتقدَه مع وجود عقلِه، وهو غير مُكْرَه، ولا مُجْبَرٍ الإجبار المُجَوِّزَ للكُفر، فهو كافر، ولا يُقبل منه تأويلُها على ما أراد، ولا كرامة، كما قدمنا ذِكرَه، وهذا ما لا نعلمُ فيه خِلافًا بين العلماء بعلومِ الشريعة المطهَّرة في مذاهبِ الأئمةِ الأربعة، وغيرهم من أهل الاجتهاد الصحيح .. والله أعلم" (٤).

° قال ابن عربي في "فصوص الحكم" (ص ١٩٢): "وكان موسى - عليه السلام - أعلمَ بالأمرِ من هارون؛ لأنه عَلِم ما عَبَده أصحابُ العِجل، لِعِلْمه بأن الله قد قضى ألاَّ نعبُدَ إلاَّ إيَّاه، وما حَكَم الله بشيءٍ إلاَّ وقع، فكان عَتْبُ


(١) الضمير راجع إلى عجل السامري.
(٢) الضمير راجع إلى عجل السامري.
(٣) "فصوص الحكم" (ص ١٩٢).
(٤) "مصرع التصوف" (ص ١٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>