للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لاح له العَجَب، فإن الذكيَّ إذا تأمَّل في تلك الأقوالِ والنظائر والأشباه، فهو أحدُ رجليْن: إمَّا من الاتحادية في الباطن، وإمَّا من المؤمنين بالله الذين يَعُدُّون أن هذه النِّحْلةَ من أكفرِ الكفر .. نسأل اللهَ العفو، وأن يكتبَ الإيمانَ في قلوبنا، وأن يُثبتنا بالقولِ الثابت في الحياةِ الدنيا وفي الآخرة، فواللهِ لأنْ يعيشَ مُسْلم جاهِلاً خَلْفَ البقر لا يَعرِفُ من العِلم شيئًا سوى سُورٍ من القرآن يُصلِّي بها الصلوات ويؤمنُ بالله واليوم الآخر: خيرٌ له بكثيرٍ من هذا العِرْفان وهذه الحقائق، ولو قرأ مئةَ كتاب أو عمل مئة خلوة" (١) اهـ.

° وقال عنه في "سير أعلام النبلاء": "تَزَهَّد، وتفرَّد، وتعبَّد، وتوحَّد، وسافر، وتجرَّد، وأَتْهَمَ، وأَنْجَدَ، وعَمِل الخَلَوات، وعَلَّق شيئًا كثيرًا في تصوُّفِ أهل الوحدة، ومَن أراد تواليفه فعليه بكتاب "الفصوص"، فإنْ كان لا كُفرَ فيه، فما في الدينا كُفر، نسأل الله العفوَ والنجاة، فواغوثاه بالله، وقد عظمه جماعةٌ، وتكلَّفوا لِمَا صَدَر منه ببعيد الاحتمالات" (٢).

° ثم نقل قولَ عزِّ الدين بن عبد السلام عنه بأنه "شيخُ سُوءٍ كذَّابٌ، يقول بقدَمِ العالم ولا يُحرمُ فَرْجًا".

° وقال الذهبي في كتابه "تاريخ الإسلام" بعد خطِّ الحافظ سيف الدين ابن المجد علي الحريري المتصوِّف: "فكيف لو رأى الشيخُ كلامَ ابنِ عربيٍّ الذي هو مَحض الكفرِ والزندقة، لقال: "هذا الدجال المنتظَر"، ولكن كان ابنُ عربي منقطِعًا عن الناس، إنما يجتمعُ به آحادُ الاتحادية، ولا يُصرح بأمرِه لكلِّ أحد، ولم تُشتَهَرْ كُتبُه إلاَّ بعد موته، ولهذا تمادَى أمرُه، فلما كان


(١) "ميزان الاعتدال" للذهبي (٣/ ٦٥٩ - ٦٦٠) ترجمة (٧٩٨٤).
(٢) "سير أعلام النبلاء" (٢٣/ ٤٨ - ٤٩) ترجمة (٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>