فيه:"إن آدم - عليه السلام - إنما سمِّي "إنسانًا" لأنه للحقِّ تعالى بمنزلةِ إنسانِ العينِ من العين، الذي يكون به النظر" .. وقال في موضع آخر:"إنَّ الحق المنزَّه هو الخلْقُ المُشبَّه" .. وقال في قوم نوح - عليه السلام -: "إنهم لو تركوا عبادتَهم لودٍّ، وسواعٍ، ويَغوثَ، ويَعوقَ، ونَسرٍ: لَجَهِلوا من الحقِّ بقَدْرِ ما تركوا من هؤلاء"، ثم قال:"فإن للحقِّ في كلِّ معبودٍ وجهًا، يعرفُه مَن عَرَفه، ويَجهلُه مَن جَهِله، فالعالِم يعلم مَن عَبَد، وفي أيِّ صورةٍ ظَهَر حتى [عُبد]، وإن التفريق والكثرة: كالأعضاء في الصورة المحسوسة".
ثم قال في قوم هود - عليه السلام -: "بأنهم حَصَلوا في عينِ القُرب، فزالَ البعد فزال مسمَّى "جهنم" في حقِّهم، ففازوا بنعيم القُرب من جهةِ الاستحقاقِ مما أعطاهم هذا المَقامُ الذوقيُّ اللذيذ من جِهةِ المِنَّة، فإنما أخذوه بما استحقَّته حقائقُهم من أعمالِهم التي كانوا عليها، وكانوا على صراطِ الربِّ المستقيم".
ثُم إنه أنكر فيه حكمَ الوعيد، في حقِّ كلِّ مَن حقَّت [عليه] كلمةُ العذاب من سائر العبيد، فهل يَكفر مَن يُصِّدقُه في ذلك أم لا، أو يَرضى به منه أمْ لا؟ وهل يأثمُ سامِعُه إذا كان عاقلاً بالغًا ولم يُنكِرْه بلسانِه أو قلبه أم لا؟.
أفتونا بالوضوح والبيان، كما أُخذ الميثاق للتبيان، فقد أضرَّ الإهمالُ بالضعفاءِ والجُهَّال، وباللَّه المستعان، وعليه الاتكالُ أن يُعجِّل بالملحدين النَّكال؛ لصلاحِ الحال، وحَسْم مادة الضلال.
° فأجاب: الحمد للَّه، هذه الكلمات المذكورة المنكورة، كلُّ كلمةٍ منها هي من الكفر، الذي لا نِزاعَ فيه بين أهلِ المِلل؛ من المسلمين؛ واليهود