للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدَّثني كمالُ الدين المراغي، أنه لما تحدَّث مع التلمساني في هذا المذهب قال: "وكنتُ أقرأُ عليه في ذلك، فإنهم كانوا قد عَظَّموه عندنا، ونحن مشتاقون إلى معرفة "فصوص الحكم فلما صار يشرحُه لي أقولُ: هذا خلاف القرآنِ والأحاديث، فقال: ارْمِ هذا كله خلفَ الباب، واحضُرْ بقلبٍ صافٍ، حتى تتلقى هذا التوحيد -أو كما قال- ثم خاف أن أُشيعَ ذلك عنه، فجاء إليَّ باكيًا وقال: استُرْعنِّي ما سمعتَه مني".

وحدَّثني أيضًا كمالُ الدين، أنه اجتمع بالشيخ أبي العباس الشاذلي -تلميذ الشيخ أبي الحسن-، فقال عن التمساني: "هؤلاء كفارٌ، هؤلاء يعتقدون أن الصَّنعةَ هي الصانع" (١).

° قال ابنُ تيمية: "أما الفاجرُ التلمساني، فهو أخبثُ القوم وأعمقُهم في الكفر؛ فإنه لا يُفرق بين الوجودِ والثبُوت كما يُفرِّق ابنُ عربي، ولا يُفرِّقُ بين المطلَق والمعيَّن كما يفرق الرُّومي (٢)، ولكن عنده ما ثَمَّ غيرٌ ولا سِوى بوجه من الوجوه، وإن العبدَ إنما يشهد السوَى ما دام محجوبًا، فإذا انكشف حِجابُه رأى أنه ما ثَمَّ غيرٌ يُبيِّنُ له الأمر .. ولهذا كان يَستحِلُّ جميعَ المحرَّمات.

وكان يقول: "القرآن كلُّه شركٌ ليس فيه توحيد، وإنما التوحيدُ في كلامنا".

وكان يقول: "أنا ما أُمسِكُ شريعةً واحدة، وإذا أحْسَنَ يقول: "القرآن


(١) "مجموع فتاوى ابن تيمية" (٢/ ٢٤٤ - ٢٤٥).
(٢) أي الصدر الرومي.

<<  <  ج: ص:  >  >>