(٢) يريد أن يقول: إنه هو الحَرَم، ويشير إلى قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ}، يا لزنديقٍ يزعمُ أن باطنَه الخبيثَ هو هذا القُدسُ الَطَّهور!. (٣) الشفعُ عند الصوفية: وجودُ الرب شُفِّع بوجود العبد، والوِترُ عندهم وجودُ الرب فردًا باقيًا بعد فناءِ وجودِ العبد، ولِمَا يستلزمُه الشفعُ من الإثنينية راح ابنُ الفارض يَنفيه هنا نفيًا باتًا، ثم يؤكدُ أنه تجلى له عن شهودٍ جليٍّ، ويقظةٍ شاعرةٍ تمامَ الشعور أن الوجود -وجود الرب، ووجودَ العبد- واحدٌ في أزليته وأبديته وأنه ما ثَمَّ إلاَّ عينٌ واحدة سُميت باعتبارِ الباطن "حقًا أو ربًّا"، وباعتبارِ الظاهر "خَلقًا أو عبدًا". تلك هي الذاتُ الإلهية، ويؤكدُ الزنديقُ كذلك أن ما كان يُضيفُه من سماتِ الموجود وصفاتِه لنفسه، ويَحسبه غيرَ الموجود الإلهي، كان وهمًا من الأوهام استبد بخياله الغافلِ المغرور، هذا لأنه أدركَ تمامَ =