للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنصارى وعُبَّادِ الأصنام" (١).

° وممن كَفَّر ابنَ عربيٍّ وابنَ الفارض الإمامُ بُرهانُ الدين إبراهيم البِقاعي المتوفَّى سنة ٨٥٨ هـ، فقد أفرد كتابيْن تناوَلَ فيهما ابنَ عربي وابنَ الفارض، وأبان عن ضلالِ مذهبهما، وفسادِ عقيدتهما، وانحلالِ خُلقُهما، هذان الكتابان هما: "تنبيهُ الغبيِّ على تكفير ابن عربيِّ"، و"تحذير العِباد من أهل العناد، ببدعة الاتحاد"، وقد جَمَع البقاعيُّ أسماءَ طائفةٍ كبيرةٍ من علماء الدين، وذَكَرَ كثيرًا من الكتب إلى كلِّ أولئك في إثباتِ ما يقولُه عن ابن عربيٍّ وابن الفارض من مطاعن تَنالُ من خُلقهما وعقيدتهما الدينية ومذهبِهما الصوفي، وتَضعُهما في زُمرةِ الكَفَرةِ أو الزنادقة أو المُلحِدين، فهو ينقلُ مثلاً عن عَضُدِ الدين الإيجي صاحب "المواقف" قولَه عن ابن عربي وهو: "أنه كان كذَّابًا حشَّاشًا كأوغِاد الأوباش" (٢)، وقوله عن ابن الفارض الذي يُبيِّن فيه أن الشاعرَ كان متابعًا لابنِ عربي في ذلك وهو: " .. وقد تَبِعه في ذلك ابنُ الفارض حيث يقول: "أَمَرني النبي - صلى الله عليه وسلم - بتسميةِ التائية: نظم السلوك"، إذ لا يَخفى على العاقل أن ذلك من الخيالاتِ المتناقضة الحاصلة من الحشيش، إذ عندهم أن وجودَ الكائناتِ هو الله تعالى، فإذن الكلُّ هو الله، فلا نبيَّ ولا رسول، ولا مُرسِلَ ولا مرسَلَ إليه .. " (٣).

ويحاول البقاعيُّ في كتابيه المشارِ إليهما أن يوازِنَ بين "فصوص الحكم" لابن عربي وبين "تائية" ابن الفارض الكبرى، وتنتهي به الموازنة إلى أن المذهبَ الذي يُقرِّرُه الرجلانِ في هذين الأثرين هو مذهبُ وحدةِ


(١) "مجموع فتاوى ابن تيمية" (٢/ ٣٦٥ - ٣٦٦).
(٢) "تبيه الغبي على تكفير ابن عربي" (ص ٥٣).
(٣) "تبيه الغبي على تكفير ابن عربي" (ص ٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>