للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصدرُه الاجتهاد وليس النصَّ .. وعلى الجماعاتِ الدينية أن تتركَ هذه القضيةَ لتكونَ مَحِلَّ اجتهادٍ جديد، والفِكرُ السياسيُّ في نظام الحُكم هو فِكرٌ بشريٌّ خالص، وتستطيعُ المؤسَّساتُ العِلميةُ -من أمثالِ كلياتِ العلومِ السياسية- أن تجتهدَ فيه" (١).

ويَرى أنَّ النظامَ الملائمَ والحُكمَ الحضاريَّ هو "الديمقراطية"، والديمقراطيةُ التي نَقصِدُ هي الديمقراطيةُ الغربية، التي وَفَدت إلينا كعنصرٍ حضاريٍّ من عناصرِ الثقافةِ الإسلامية (٢).

° ويزعُم الدكتور "محمد عمارة": "أنَّ اشتراطَ قُرَشِيَّةِ الخليفةِ كان تعبيرًا عن موقفٍ قوميٍّ عربيٍّ ضدَّ عُجْمَةِ الدولة، مُمَثَّلةً في رأسِ سُلطتِها وقائدِها الأعلى.

وجديرٌ بالذِّكر أنَّ هذا الشرطَ لم يَظهرْ في الفِكرِ السياسيِّ الإسلاميِّ إلاَّ عندما بَدَأ تَغَلُّبُ الأُسَرِ الأعجميةِ والاتجاهاتِ الشُّعوبيةِ على الخلافةِ العربيةِ العباسية، وظَهَرت السيطرةُ المملوكيةُ التركيةُ على الدولة منذ عصرِ "المتوكِّل" العباسي" (٣).

وهذه مُغالطاتٌ عجيبة، إذ يناقِضُ صاحبُها حقائقَ التاريخ ونُصوصَ الحديثِ النبويَ الشريف.


(١) "الاجتهاد والحكم في الإسلام" محمد أحمد خلف الله - مجلة العربي العدد ٣٠٧ - رمضان - ١٤٠٤ هـ.
(٢) مجلة اليقظة العربية القاهرية: العدد الأول السنة الأولى - نقلاً عن كتاب: "غزو من الداخل (ص ٤٧) لجمال سلطان.
(٣) "الإسلام والعروبة والعلمانية": محمد عمارة (ص ١٨) - دار الوحدة بيروت ١٤٠٥ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>