والإسلامُ عند د. "محمد عمارة" هو العِلمانيةُ ذاتُها، لا شأنَ للدينِ فيها بالحكمِ والقضاءِ والإمامةِ والسياسة.
° يقول:"إنَّ للدين مَفاهيمَ عُليا ومُثُلاً عليا، ثم للناس أن يُحدِّدوا وُيشرِّعوا ويطوِّروا حياتَهم وِفقَ المصلحةِ بعد ذلك"(١).
ومِن ثَمَّ يرى كذلك أنَّ الإسلامَ قد قَرَّر الفصلَ بين "أُمَّةِ الدِّين" و"أُمَّة الدولة"، وأنَّ سُنَّته - صلى الله عليه وسلم - تنقسمُ إلى "سُنَّةٍ دينيةٍ مُلزِمة" و"سُنَّةٍ دنيويةٍ غيرِ مُلزِمة".
"فالإسلامُ الدِّين" عند الدكتور عمارة: تَمَثَّلَ ويَتمثَّلُ في النصِّ القرآني، وفي السُّنةِ النبويةِ التشريعية التي جاءت تفصيلاً لمجملِ القرآن وشَرحًا لمُوجَزِه، وهذان المصدرانِ هما اللذان تجسَّدَا ثمرةً "للاجتهاد" في علومِ الوحيَ -أي: العلوم الشرعية-.
هذا هو الإسلام الدين (!!).
وهناك "الإسلام الحضارة" كما تَمَثَّل ويَتَمثَّلُ في ثمراتِ "العقل المسلم وتجرِبةِ المسلمين في مختلفِ نواحي الحياة الدنيا".
° ثم يقول: "فلم تكن الدولةُ هدفًا من أهدافِ الوحي، ولا مُهمةً من مهامِّ النبوَّة والرسالة، ولا رُكنًا من أركانِ الدين، وإنما اقتَضَتْها ضرورةُ حمايةِ الدعوةِ الجديدة، والدفاع عن المؤمنين ضدَّ اضطهادِ المشركين.
فكان تأسيسُها وتدعيمُها إنجازًا سياسيًّا وحضاريًّا وقوميًّا حَفِظَ الدين، وساعَدَ على انتشاره، على الرغم من أنه ليس جُزءً أصيلاً من مهامِّ النبوَّةِ