للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانويةً غير أساسية .. وإنَّ دَفْعَ رسالةِ محمدٍ لتكونَ رسالةَ تشريعٍ أصلاً وأساسًا - مع أنها ليست كذلك .. هو اتجاهٌ يَجعلُ من الإِسلام صِيغةً عربيةً لليهودية، أو اتجاهًا يَفهمُ الإسلامَ بمنطقِ الإسرائيليات" (١).

وهذا جهلٌ منه، فإنَّ هذه الآيات ليست كلَّ آياتِ الأحكام، وإنما هي الآياتُ التي دلالتها على الأحكام دلالةٌ ظاهرة، لا التي تَحصُرُ الأحكام في القرآن الكريم".

° وبعبارةِ الزَّركشي: "لعلَّهم قَصَدوا بذلك الآياتِ الدالةَ على الأحكامِ دلالةً أوَّليَّةً بالذات، لا بطريق التضمُّنِ والالتزام".

° يقول شيخ الإِسلام ابن دقيق العيد: "إنَّ الأمرَ غيرُ منحصِرٍ في هذا العدد، بل هو مختلِفٌ باختلاف القرائحِ والأذهان، وما يَفتحُه اللهُ على عبادِه من وجوهِ الاستنباط" (٢).

° ولقد صِيغَ هذا المعنى صياغةً واضحةً وحاسمةً، قالت عن القرآن الكريم: "إنه لا يخلو شيءٌ منه عن حُكمٍ يُستَنبط منه؛ ذلك لأنَّ الذين ذكروا أن الآيات التي تتعلَّق بالأحكام خَمْسُمئةِ آية، كأنهم أرادوا ما هو مقصودٌ به الأحكامُ بدلالةِ "المطابقة"، أم بدلالةِ "الالتزام" فغالبُ القرآن، بل كلُّه؛ لأنه لا يخلو شيءٌ منه عن حُكمٍ يُستنبَطُ منه" (٣).


(١) "الإِسلام السياسي" (ص ٤٥).
(٢) "البحر المحيط" للزركشي (٦/ ١٩٩) تحرير د. عبد الستار أبو غُدّة - طبع وزارة الأوقاف - الكويت.
(٣) "شرح الكوكب المنير" لابن النجار (٤/ ٤٦٠) - تحقيق د. محمد الزحيلي، د. نزيه حمّاد -السعودية-.

<<  <  ج: ص:  >  >>