للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقد أشار الدكتور "محمد برادة" إلى أن طه حسين كَتَب على "هامش السيرة" تقليدًا لكتاب "على هامش الكتب القديمة" لـ "جيل لومتير".

وقد ذكر الأستاذ عبد الله كنون في كتابه "التعاشيب" بأن كتاب طه حسين وُضع على نمط كتاب غَرْبيٍّ كتبه "ألفريد أورشيم" الأستاذ بجامعة أكسفورد تحت عنوان "على هامش سيرة المسيح".

° ويقول الأستاذ غازي التوبة: "إن طه حسين يُنَصِّبُ نفسَه إمامًا للأساطير اليونانية، ويَضعُ السيرةَ في مصافِّ "الإلياذة"، ويَطلبُ من المؤلِّفين والكُتَّابِ أن يَفتتِنوا في الحديثِ عنها افتتانَ أوربا بأساطيرِ اليونان، كي يُرضُوا مُيولَ الناس إلى السَّذاجة، وُيمتِّعوا عواطفَهم وأَخْيِلَتَهم، ولكن هل يتساوى الأثَرَانِ في المجتمعيْنِ: "الألياذة" في المجتمع اليوناني، و"السيرة" في المجتمع الإِسلامي؟! وهل كانت "السيرة" يومًا ما في التاريخ موضوعًا لتسليةٍ قصصيةٍ أو مباراةٍ لفظيَّة؟! " (١).

° ونَشرت مجلة "الشباب الجزائرية" (ذي القعدة عام ١٣٥٢ هـ - ١٩٣٤ م) تحت عنوان "دسائس طه حسين" قالت: "ألَّف طه حسين كتابًا أسماه "على هامش السيرة" -يعني السيرةَ النبوية الطاهرة-، فملأه من الأساطير اليونانية الوثنية، وكتب ما كَتَب في السيرة الكريمة على مِنوالها، فأظهرها بمَظْهَرِ الخرافات الباطلةِ وأساطيرِ الخيال، حتى يُخيِّل للقارئِ أن سِيرةَ الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما هي إلاَّ أسطورةٌ من الأساطير، وفي هذا من الدَّس والبُهت ما فيه" (٢).


(١) "محاكمة فكر طه حسين" (ص ١٨٨ - ١٨٩).
(٢) المصدر السابق ١٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>