للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنا هنا لا أَتحاملُ عليه أو أُقَوِّلُه ما لم يَقُلْ، بل أكتفي بنقل أسطرٍ قليلةٍ مُوثقةٍ من كتابه "النثر الفني".

° قال: "فلْيعلم القارئُ أن لدينا شاهدًا من شواهدِ النثرِ الجاهلي يَصحُّ الاعتمادُ عليه -وهو القرآن-، ولا ينبغي الاندهاشُ مِن عَدِّ القرآنِ أثرًا جاهليًّا، فإنه من صُورِ العصرِ الجاهلي، إذ جاء بُلغتِه وتَصَوُّراتِه وتقاليدِه وتعابيره، وهو -بالرغم ممَّا أجَمع عليه المسلمون من تفرُّدهِ بصفاتٍ أدبيةٍ لم تكن معروفةً في ظنِّهم عند العرب - يُعطينا صورةً للنثر الجاهلي" (١).

° ويقول: "القرآنُ شاهدٌ من شواهِدِ النثر الفنيِّ، ولو كَرِه المُكابِرون، فأين نَضعُه من عهود النثر في اللغة العربية؟ أنضعُه في العهد الإِسلامي؟ كيفَ والإِسلامُ لم يكن موجودًا قبلَ القرآن حتى يغيِّر أوضاعَ التعابير والأساليب؟ فلا مفرَّ إذن من الاعترافِ بأن القرآنَ يُعطي صورةً صحيحةً من النثر الفني لعهد الجاهلية" (٢).

° قال الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله -: "أراد الدكتور زكي مبارك أن ينالَ إجازتَه العلميَّةَ من "باريس"، فكيف يَصنعُ الدكتور الذَّكيُّ؟؟ رأى أن يَسوقَ ألفَ دليلٍ على أنه وَعَى جيِّدًا دروسَ أساتذته، وأنه اقتنع بالفكرةِ التي يُصرحون بها حينًا، ويلمِّحُون بها حينًا آخَرَ، فكرةِ أن القرآنَ مِن وَضْعِ محمد، وأنه ليس وَحْيًا مصونًا كالإِنجيل أو التوراة "كذا"، فاسمَع العبارات


(١) "النثر الفني في القرن الرابع الهجري" للدكتور زكي مبارك (١/ ٤٣) - دار الجيل - بيروت.
(٢) المصدر السابق (ص ٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>