° ثم جَعَلتْه الرواية "بيَّاع بطاطة" ينادِي على بضاعتِه ويقول وهو "يَزُق" عربة يد "كارو": "بطاطة العمدة" .. "بطاطة الفرن"!!.
وهذا كذلك افتراءٌ خالص، وليس له سَنَدٌ من الواقع ولا من الوهم!!.
- وجعلته الروايةُ مُغْرمًا بمعاكسةِ الفتياتِ، يترصَّدُهُنَّ في الطريق العامِّ قُبيلَ الغروب!!.
- وجعلته الروايةُ كسولاً لا يُحِبُّ العمل، ويَخلُدُ إلى الراحةِ والدَّعَةِ حتى أكرهته السيدةُ "قمر" على العملِ في إدارة أملاكها!!.
- ثم أجلسَتْه الروايةُ على "المقاهي" وسَقته الـ .. على الجُوزة.
- ووصفت الرواية حَفلَ زفافه إلى "قمر" وصفًا مزرِيًا للغاية، كانت الخمورُ تجرِي فيه أنهارًا، وكلُّ المدعوِّين كانوا سُكارى ومساطيل!!.
- وجَعلت الرواية "قاسمًا وقمرًا" يسيرانِ في ليلةِ زفافهما خلفَ راقصةٍ تتمايلُ وتهتزُّ وكأنها تُلقِي عليهما الدرس الأخير في العلاقات الـ .. !!.
- وعَيَّرَتْه الرواية مَرَّاتٍ بأنه راعي غَنَم لليهود والنصارى وغيرهم!!.
هكذا صَنعت الرواية مع خير خلق الله - صلى الله عليه وسلم -، وهي تعلمُ عمَّن تتحدَّثُ جلالاً وعظمةً، وهيبةً ووقارًا؟!.
إن الرواية تجارِي العِلمانية في تفسيرها المادِّيِّ للتاريخ -رَضيَ المؤلِّفُ أم لَم يرضَ-، وهي تُترجم في وضوح أنَّ كاتِبَها ساعةَ كَتَبَها كان زاهدًا في "الدين" كلَّ الزهد، مُعرضًا عنه كلَّ الإعراض، ضائِقًا به صدره، أعجميًّا به لسانُه، فراح يَشفِي نفسَه الثائِرة، وُيعبِّرُ عن آرائه في وحيِ الله الأمين، بهذه الأساليب الرمزية الماكرة، والحِيَلِ التعبريَّةِ الغادرة، رافعًا من شأن العِلمِ