للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيِّدِ الأوَّلين والآخِرِين ورسولِ ربِّ العالمين، وقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلين، إنها لَجرأةٌ تُحزِنُ كلَّ مسلم، وتُدمِي قلبَ كل مؤمن، وتُوجِبُ اللعنةَ والعار، والخلودَ في النار، وغَضَبَ العزيزِ الجبار، والخروجَ من دائرةِ الإِسلام والإِيمانِ إلى حَيِّزِ الشِّركِ والنِّفاقِ والكفران، لِمَن قالَها أو رَضِيَ بها، ولقد نَطَق كتابُ الله الكريمُ بكفرِ مَنِ استهزأ بالرسول العظيم، أو بشيءٍ من كتابِ الله المُبين، وشَرْعِه الحكيم، قال الله عز وجل: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (٦٥) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة: ٦٥ - ٦٦] الآية، فهذه الآيةُ الكريمة نصٌّ ظاهرٌ وبُرهانٌ قاطعٌ على كُفرِ مَنِ استهزأ باللهِ العظيم، أو رسولِه الكريم، أو كتابِه المبين، وقد أجمَعَ علماء الإِسلام في جَميعِ الأعصار والأمصار على كُفرِ مَنِ استهزأ باللهِ أو رسولِه أو كتابِه أو شيءٍ من الدِّين، وأجمَعوا على أنَّ مَنِ استهزأَ بشيءٍ من ذلك -وهو مسلمٌ- أنه يكون بذلك كافرًا مرتدًّا عن الإِسلام يجبُ قَتلُه؛ لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "مَن بَدَّل دِينَه فاقتُلُوه".

° ومن الأدلةِ القاطعةِ على كُفرِ مَنِ استهزأ بالله أو رسوله أو كتابه -أنَّ الاستهزاءَ تنقُّصٌ واحتقارٌ للمستهزَأ به، واللهُ سبحانه له صفةُ الكمال، وكتابُه من كلامه، وكلامُه من صفاتِ كمالِه عَزَّ وجل، ورسولُه محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - هو أكملُ الخَلقِ، وسيِّدُهم، وخاتمُ المرسلين، وخليلُ ربِّ العالمين، فمَنِ استهزأَ باللهِ أو رسولِه أو كتابِه أو شيءٍ من دينِه فقد تنقَّصه وأحتَقَره، واحتقارُ شيءٍ من ذلك وتنقُّصُه كفرٌ ظاهرٌ، ونفاقٌ سافرٌ، وعِداءٌ لربِّ العالمين، وكفرٌ برسوله الأمين.

وقد نَقَل غيرُ واحدٍ من أهلَ العلم إجماعَ العلماء على كُفرِ مَن سَبَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>