ففي هذه الآياتِ المُحكماتِ والبراهينِ البيناتِ دِلالةٌ ظاهرة وحُجَجٌ قاهرةٌ على أن الاستهزاءَ بالمرسلين والمؤمنين من صفاتِ الكفارِ والمنافقين والمشركين، ومِن عدِائِهِمُ السافِر وكُفرِهِمُ الظاهر.
ولقد تَخَلَّقَ بعضُ القائمين على صُحفِ القاهرة في هذا العصر بأخلاقِهم، وساروا سِيرَتَهم، ونَهَجوا نَهْجَهم، فلهم حُكمُهم في الدنيا والآخرة، وقد ثَبَت عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"مَن تَشبَّه بقومٍ فهو منهم"، فليس مِن شكٍّ عند كلِّ مَن له أدنى مُسْكَةٍ من عِلمٍ وهُدًى أنَّ مَن شَبَّه الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - بشيءٍ من الحيواناتِ الحقيرةِ، قد تَنَقَّصه واحتَقَره، ومَن فَعل ذلك أو رَضِيَه من حاكمٍ أو صَحَفِيٍّ -أو غيرهما-، فهو كافرٌ مُلحِدٌ حلالُ