للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسولها، فإن أرادت هذه الصحافةُ الماجنةُ أن تُعلِنَها حَربًا فلْتُعلِنْها كما تريد، ولكنْ لن نَقِفَ مكتوفي الأيدي .. وكفى! فإسلامُنا هو وطنُنا، ولا وطنَ لنا غيرُه، وإسلامُنا هو رُوحنا، ولا حياةَ لنا بسواه، وإسلامُنا هو رِزقُنا، ولا قِيمةَ للطعامِ والشرابِ عندنا بدونه، وإسلامُنا هو كلُّ شيءٍ في الوجود بالنسبة لنا .. وأقولُ هذا باسم أكثَرَ من عشرينَ مليونِ مسلم من أبناءِ هذا الشعب العزيز، ونحنُ في انتظارِ بيانٍ رسميٍّ من الاتحادِ القوميِّ وما صَنَعه مع جريدةِ "المساء" ورسَّامها والمسؤولين عنها، ومع صحافتِنا على العموم، حتى نَطمئنَّ إلى مستقبَل دينِنا، واللهُ أكبر، والعزةُ لله ولرسوله وللمؤمنين" .. انتهى كلام الشيخ محمد عطية خميس.

ولقد أجاد وأفاد، وصَدَع بالحق، فجزاه اللهُ على ذلك خيرًا، وزاده من الهدى والتوفيق، وكَثَّر في المسلمين من أمثالِه من الصادِعِين بالحق بين الظَّلَمةِ اللِّئام، والحمدُ لله الذي أوجَدَ في مصرَ مَن يَنطِقُ بالحقِّ، ويَصدَعُ بالردِّ على مَن حادَ عنه، وإنْ دَل ذلك على شيءٍ، فإنما يدلُّ على أنَّ بالزوايا خبايا، وأنَّ في الرجال بقايا، ولا شكَّ أن ذلك مِن حِفْظِ الله لدينِه، وحِمايتِه لخاتمِ أنبيائِه وسيِّدِ أصفيائه محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، ولقد أخبَرَ اللهُ سبحانه في كتابه المجيد عن أعدائِه من الكفار والمنافقين أنهم يَسخَرون بالمرسلين والمؤمنين، ويَضحكون منهم، فلا غرابةَ أنْ سَلَك القائمون على صحيفة "المساء" مَسْلَكَ أئمَّتِهم من المشركين والمنافقين، وساروا على مِنهاجِهم الوخيم وطريقِهم الذميم، {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغونَ} [الذاريات: ٥٣].

* قال الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (٢٩) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} [المطففين: ٢٩ - ٣٠] الآيات.

<<  <  ج: ص:  >  >>