أفندي" بالذات، ولم يَختَرْ "علي أفندي" أو "سعيد أفندي" أو أيَّ اسم آخر؟ ولماذا حَدَّد العددَ بتسعٍ بالذات؟ ولم يُحدِّد بسبعٍ أو عشرٍ أو اثنَي عشر؟!.
إن خُبثَ الرسَّام ظاهرٌ واضح، ولا يَحتاجُ إلى تأويلٍ والتماسِ عُذرٍ له، إنَّ مِثلَ هذا الرسم لو نُشر في أيَّةِ صحيفةٍ إنجليزيةٍ أو أمريكيةٍ أو فِرنسيةٍ -أو حتى إسرائيلية-، لقامت الدنيا وقَعَدت، ولاتُّخذت سلاحًا بتَّارًا للدعايةِ والتشهير، أمَّا أن يُنشرَ في جريدةٍ من جرائدِ هذه الأمة فتُغْمَضَ عنها الأعيُنُ، وتَمُرُّ بها مرورًا عابرًا، ومِن المؤسِفِ المؤلِمِ أن يَحدُثَ هذا في صحافتِنا، في الوقت الذي يَعملُ فيه الأعداءُ أكثرَ من حسابٍ لمشاعِرِنا نحن المسلمين، فأمريكا وإيطاليا يُريدانِ إنتاجَ فيلمٍ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا بهم يلجؤون إلى مَشيخةِ الأزهر والجامعةِ العربية ليأخذوا رأيَها وموافقتَها في كلِّ ما يتعلَّقُ بهذا الفيلم -من حوارٍ وسيناريو وخلافه-، وكان باستطاعةِ هاتَينِ الدولتينِ أن تُخرِجَا الفيلمَ كما تشاءان، وعلى النحو الذي يَتَّفق مع رُوحِهِما العِدائيةِ لنا، هذا ما يَحدثُ من أعدائنا، وهذا ما يَحدثُ من أبناء أُمَّتنا.
إلى متى يَسكتُ المسؤولون عن هذه الصحافة؟ وإلى متى نَسكتُ نحن -أبناء هذه الأمة-؟ هل ننتظرُ إلى أن يَلجأَ هؤلاء الخَوَنةُ والمفسِدون إلى التصريحِ بدلاً من التلميح؟ أننتظر إلى أن يُسخَرَ من إسلامِنا في الشوارع والطرقات؟ واللهِ إنها لَفتنةٌ سوداء، يُوقِدُها هؤلاء الجُهلاءُ المأجورون، تُنذِرُ بالخطرِ الفادحِ -إنْ لم يُوضَعْ لها حدٌّ-، فإننا لن نستطيعَ أن نسكتَ بعد هذا على هذا التمادي في محاربةِ الإِسلام والأخلاق، وفي التعريضِ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشريعتِه، فالأُمةُ لا تزالُ معتزَّةً بدينها، غَيُورةً على